بعد 10 أيام.. أسر مفقودي حفار جبل الزيت تترقب مصير ذويها

مرت عشرة أيام على حادث غرق حفار “آد مارين 12” التابع لشركة “أديس” بمنطقة جبل الزيت شمال البحر الأحمر، ولا تزال قلوب أسر ثلاثة من المفقودين تتملكها مشاعر القلق والترقب، وسط استمرار جهود البحث والإنقاذ المكثفة دون العثور على أي أثر، مما يزيد من معاناتهم في انتظار نهاية لهذا الغياب المؤلم.

ترقب مؤلم: 10 أيام على حادث حفار جبل الزيت

سيطرت مشاعر القلق والترقب والانتظار على أسر ثلاثة من المفقودين من طاقم حفار “آد مارين 12” التابع لشركة “أديس” في منطقة جبل الزيت شمال البحر الأحمر. هذا الوضع المأساوي يأتي بعد مرور نحو عشرة أيام على حادث غرق الحفار، في ظل تواصل جهود البحث عن المفقودين الثلاثة على أمل العثور عليهم أو معرفة مصيرهم بشكل نهائي.

حسب البيانات الرسمية لشركة البترول، فإن المفقودين الثلاثة من طاقم الحفار هم: عبدالعاطي حسن الجنايني، وإسلام فرحات عبدالله، والمهندس محمد البدري. ورغم الجهود المستمرة التي تبذلها فرق البحث والإنقاذ ووحدات الإنقاذ البحري وشركات البترول، باستخدام معدات متطورة تشمل الغواصات الآلية والسونارات لرصد الأجسام تحت سطح الماء، لم يتم حتى الآن العثور على أي منهم.

اقرأ أيضًا: وزير خارجية عمان: نؤيد الموقف المصرى فى ملف سد النهضة

معاناة الأسر: بحث لا ينقطع عن بصيص أمل

تعيش أسر هؤلاء المفقودين الثلاثة لحظات قاسية من الانتظار يوماً بعد يوم منذ وقوع الحادث. يتردد ذووهم باستمرار على موقع الحادث أو على مقر غرفة العمليات التي شُكلت لمتابعة عمليات البحث، آملين في سماع أي خبر يعيد إليهم أحباءهم أو يضع حداً لمعاناتهم. رفض البعض منهم مغادرة المنطقة القريبة من الحادث خلال الأيام الأولى، متمسكين بأمل العثور عليهم أحياء، أو على الأقل انتشال الجثامين لدفنها بكرامة.

أعرب أحد أقارب عبدالعاطي الجنايني، خلال تواجده في الغردقة، عن عمق المعاناة بقوله إن كل يوم يعيشونه في انتظار العثور عليه يمر كأنه سنة. وطالب بتوسيع نطاق عمليات البحث والاستعانة بخبرات دولية إذا لزم الأمر، خاصة في ظل صعوبة الظروف البحرية وعمق المياه في المنطقة. وأكد أن الغياب الصامت يزيد من ثقل الأيام على قلوب الأمهات والآباء الذين يبحثون عن نهاية لهذا المشهد المؤلم.

أسرة المهندس محمد البدري، أحد المفقودين الثلاثة، لم تهدأ من الترحال بين الغردقة وجبل الزيت على مدار الأيام العشرة الماضية، أملاً في العثور عليه حياً أو غير حي. أوضحت الأسرة أن محمد ترك زوجة وثلاثة أطفال صغار، وهو الابن الوحيد بين إخوته البنات. منذ اللحظة الأولى التي وصل فيها نبأ غرق الحفار “آد مارين 12″، تبدلت حياة أسرته تماماً وتحولت إلى رحلة قاسية من الترقب والقلق والتنقل اليومي.

اقرأ أيضًا: مش مجرد هجوم.. اللواء هشام الحلبي يكشف الحقيقة الكاملة وراء استهداف إيران لقاعدة العديد في قطر

جهود حكومية متواصلة لمتابعة الأزمة

التقى المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، بعدد من أهالي المفقودين للتخفيف من معاناتهم. وأكد الوزير لهم تفهمه لحجم الألم الذي يشعرون به، معرباً عن تعاطفه ومشدداً على أن الواجب المهني والإنساني يحتم على الوزارة متابعة الموقف عن كثب والعمل بكل الطاقات للوصول إلى خواتيم هذا الحادث المؤلم.

أكد الوزير أن وزارة البترول تقف بكامل أجهزتها وشركاتها خلف أسر المفقودين، وأن الجهود لن تتوقف حتى يتم الوصول إلى جميع المفقودين. يتابع المهندس كريم بدوي اجتماعاته المتواصلة مع قيادات شركة “أوسوكو” ومسؤولي غرفة العمليات وفرق الغوص والطوارئ الفنية، لاستعراض تقارير الموقف المحدثة وتقييم مسارات البحث وخطط الانتشال والتعامل الفني مع موقع غرق الحفار.

زار وزير البترول والثروة المعدنية غرفة العمليات الرئيسية بمنطقة جبل الزيت بخليج السويس للمرة الثانية خلال أيام، لمتابعة الموقف التنفيذي والإنساني بشأن حادث انقلاب الحفار البحري “آد مارين 12”. تأتي هذه الزيارة في إطار المتابعة الدقيقة والميدانية التي يجريها الوزير بنفسه، وحرصه على الاطلاع المستمر على كافة تفاصيل عمليات البحث والإنقاذ والتأكد من التنسيق الكامل بين الجهات المعنية والفرق الفنية المشاركة في إدارة الأزمة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *