شهد سعر صرف الجنيه السوداني تراجعًا حادًا في السوق الموازي، حيث خسر نحو 10% من قيمته خلال يومي الثلاثاء والأربعاء فقط. يجري تداول الدولار الأميركي حاليًا عند 2790 جنيهًا، مقارنةً بـ 2550 جنيهًا في مطلع الأسبوع، ما يعكس ضغوطًا اقتصادية متزايدة على العملة المحلية.
لماذا يتراجع الجنيه السوداني؟
يؤكد تجار في السوق الموازي ارتفاع الطلب بشكل ملحوظ على الدولار والعملات الأجنبية. تسود حالة من الغموض الأمني والاقتصادي في البلاد تدفع العديد من الأفراد والتجار إلى تحويل مدخراتهم للنقد الأجنبي، ما يعتبر ملاذًا آمنًا لهم في هذه الظروف الصعبة. يشير متعاملون إلى تزايد الطلب على الدولار بشكل كبير من تجار وأشخاص عاديين، مما يعكس قلقًا واسع النطاق بشأن المستقبل الاقتصادي للبلاد.
أزمة النقد الأجنبي والفساد
تشير التقارير الاقتصادية إلى أن السبب الأبرز وراء التراجع المتواصل للجنيه السوداني هو ضعف قدرة البنك المركزي على توفير العملة الصعبة. أظهر تقرير حديث لبنك التنمية الأفريقي أن احتياطي النقد الأجنبي يغطي بالكاد احتياجات الاستيراد لشهر واحد فقط، وذلك في ظل غياب التمويل الدولي وارتفاع فاتورة الاستيراد الذي يفاقم الأزمة. يفقد السودان ما يقارب 5 مليارات دولار سنويًا بسبب الفساد وسوء استخدام المال العام والتهرب الضريبي، مما يعمق الفجوة التمويلية ويزيد الضغوط بشكل كبير على الجنيه السوداني.
تداعيات الحرب على الاقتصاد السوداني
قدّر الخبير الاقتصادي وائل فهمي أن قيمة الأصول المدمرة بفعل الحرب وصلت إلى نحو 800 مليار دولار حتى الآن. أشار إلى أن الناتج القومي انكمش بأكثر من 40%، فيما تقلصت الإيرادات العامة بنحو 80%. أجبر هذا الانهيار الحكومة على الاعتماد بشكل متزايد على طباعة النقود لتغطية النفقات، وسط انهيار شبه كامل في البنوك والمشاريع الإنتاجية التي تعد عصب الاقتصاد.