كشف بحث راداري حديث اجراه فريق من الباحثين الايطاليين عن دلائل مدهشة لوجود بئر عمودية ضخمة وغرفتين كبيرتين تقعان اسفل تمثال ابو الهول الشهير. يثير هذا الاكتشاف جدلا واسعا ويشعل النقاشات القديمة حول احتمال وجود مدينة اثرية مفقودة تحت هضبة الجيزة باكملها، وهو تطور قد يعيد صياغة فهمنا للتاريخ المصري القديم ويثير تساؤلات حول حضارات سابقة. عُرضت هذه النتائج الاولية خلال “القمة الكونية” التي استضافتها ولاية نورث كارولاينا الامريكية، وهي فعالية معروفة باستكشاف النظريات البديلة للتاريخ البشري.
الكشف العميق تحت ابو الهول
تتركز الاكتشافات الجديدة في المنطقة الواقعة اسفل تمثال ابو الهول العملاق. تشير عمليات التصوير الطبقي المتقدمة التي اجراها الفريق البحثي الى وجود تشكيلات عمودية، تشبه تلك التي اكتشفت سابقا تحت هرمي خفرع ومنقرع. الا ان المفاجاة الكبرى تمثلت في رصد غرفتين ضخمتين على عمق يصل الى نحو ستمئة متر تحت سطح الارض، وربطهما بنفق ارضي واسع، مما يلمح الى بنية تحتية معقدة وغير مكتشفة حتى الان. يخطط الفريق لنشر دراسة مفصلة حول هذه النتائج بحلول عام الفين وستة وعشرين، مما سيوفر تفاصيل علمية معمقة عن هذا الاكتشاف البارز.
شبكة معقدة تحت هضبة الجيزة
تدعم البيانات الرادارية المتوفرة فرضية وجود شبكة واسعة من الغرف والانفاق تمتد عبر هضبة الجيزة باكملها. يعتقد الباحثون ان هذه الشبكة قد تكون جزءا لا يتجزا من “مدينة تحت الارض” شاسعة النطاق، قد تمتد بحجم الهضبة ذاتها. يستند الباحثون في دعم هذه الفرضية الى اشارات غامضة وردت في نصوص قديمة، وتحديدا في الفصل مئة وتسعة واربعين من “كتاب الموتى” الفرعوني. هذا الفصل يشير الى “اربع عشرة مسكنا في مدينة الموتى”، ويعتقد الفريق ان هذا الوصف المبكر قد يكون اشارة الى مكان يدعى “امنتي”، عالم الموتى في الميثولوجيا المصرية القديمة.
الربط بالاساطير والتاريخ المفقود
يشير الباحثون الى ان النصوص القديمة تلمح الى ان الاهرامات لم تكن مجرد مقابر ملكية، بل بنيت فوق مدن سرية لاغلاق مداخلها واخفائها. يرى الفريق ان ما تم اكتشافه قد يكون جزءا من هذا العالم الاسطوري المجهول. كما يربط الباحثون بين الغرف المكتشفة ومفهوم “قاعة السجلات” الاسطورية، وهي غرفة خفية يعتقد انها تقع اسفل الهرم الاكبر او تمثال ابو الهول، وتحتوي على معرفة ضائعة من حضارات غابرة، رغم عدم وجود دليل مادي مؤكد على وجودها حتى الان.
تساؤلات حول حضارة متقدمة
يذهب الباحثون الى ما هو ابعد من ذلك، حيث يفترضون ان حضارة متقدمة قامت ببناء هذه الهياكل الضخمة قبل نحو اثني عشر الف عام. يرون ان هذه الحضارة اختفت بشكل مفاجئ بفعل “طوفان عظيم” ربما نجم عن اصطدام نيزكي، تاركا الاهرامات كشاهد وحيد على ما وصفوه بـ “الحضارة المفقودة”. يامل الفريق الايطالي بالحصول على اذن رسمي من السلطات المصرية المختصة للقيام بعمليات حفر واكتشاف ميداني دقيق تحت هضبة الجيزة. يقول احد الباحثين: “الانسانية تملك الحق في معرفة من نحن… وما زال امامنا الكثير لنكتشفه”.