تحرك.. البرازيل تتحرك لاحتواء أزمة الرسوم الأمريكية وسط دعوات لتهدئة ورد محسوب

سارعت الحكومة البرازيلية لاحتواء تداعيات إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية عقابية بنسبة 50% على الصادرات البرازيلية إلى الولايات المتحدة. فقد عقد الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا اجتماعًا عاجلًا لمجلس الوزراء اليوم الخميس، لمناقشة سُبل الرد والتهدئة في آن واحد. تسعى البرازيل لتجاوز الأزمة دبلوماسيًا وسط دعوات لرد محسوب على التصعيد التجاري الذي يهدد استقرار السوق.

البرازيل تتحرك لاحتواء أزمة الرسوم الأمريكية

عقد الرئيس لولا دا سيلفا اجتماعًا عاجلاً لمجلس الوزراء اليوم الخميس لمناقشة تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة. أكد وزير المالية البرازيلي فرناندو حداد أن الدبلوماسية البرازيلية كانت منفتحة دائمًا أمام الحكومة الأمريكية، بهدف تعزيز الشراكة والتفاهم المشترك بين البلدين. شدد حداد على أن هذه الرسوم العقابية غير مستدامة ولن تدوم طويلاً، مما يعكس موقف الحكومة الرافض للتصعيد.

يعكف الرئيس لولا حاليًا على معايرة الرد البرازيلي بدقة شديدة، ومن غير المرجح أن تُعلن عن إجراءات مضادة ملموسة على الفور. أشار رئيس أركان لولا إلى تشكيل مجموعة عمل متخصصة لدراسة جميع الخيارات المتاحة وتحديد طبيعة الرد المناسب الذي يحفظ مصالح البرازيل. تُركز هذه الخطوات على تحقيق التوازن بين حماية الاقتصاد الوطني وتجنب المزيد من التوتر التجاري.

اقرأ أيضًا: من البورصة مباشر.. سعر الذهب المعلن بموقع البورصة المصرية 11 يونيو 2025

تتزايد الجهود الدبلوماسية داخل أروقة الحكومة البرازيلية لكبح التصعيد وكسب الوقت في هذه الأزمة المتصاعدة. تتزايد الأصوات الداعية لتفادي مزيد من التوتر التجاري مع الولايات المتحدة، التي تُعد ثاني أكبر شريك تجاري للبرازيل بعد الصين. يأتي ذلك على الرغم من تصريحات لولا مساء أمس، والتي أكد فيها أن بلاده سترد على أي رسوم جمركية بإجراءات متبادلة، مما يشير إلى موقف حازم إذا لزم الأمر.

أبعاد سياسية للرسوم العقابية

ربط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض الرسوم الجمركية الجديدة، التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس المقبل، بموقف الحكومة البرازيلية من الرئيس السابق جايير بولسونارو. يواجه بولسونارو محاكمة أمام المحكمة العليا بتهمة التخطيط لانقلاب لمنع الرئيس لولا من تولي السلطة مطلع عام 2023. يضيف هذا الربط بعدًا سياسيًا معقدًا للأزمة التجارية.

شن وزير المالية فرناندو حداد هجومًا حادًا على بولسونارو والمعارضة اليمينية المتطرفة، متهمًا إياهم بتغذية مزاعم الاضطهاد القضائي لإشعال الخلاف مع واشنطن. صرح حداد بأن “هذه الضربة ضد البرازيل وسيادتها دبرتها قوى متطرفة داخل البلاد، وحتى اليمين المتطرف سيدرك عاجلاً أو آجلاً أنه أطلق النار على قدمه”. يعكس هذا التصريح عمق الانقسام السياسي داخل البرازيل وتأثيره على العلاقات الخارجية.

اقرأ أيضًا: الأسعار ولعت.. البلطي بـ 77 جنيهًا وتحديث أسعار الأسماك بسوق العبور اليوم

تداعيات الرسوم على الاقتصاد البرازيلي والأمريكي

يرى خبراء اقتصاديون أن أي تصعيد تجاري بين الولايات المتحدة والبرازيل قد تكون له تداعيات واسعة النطاق على أسعار المواد الغذائية في السوق الأمريكية. تُعد البرازيل من أكبر مورّدي السلع الأساسية مثل البن، وعصير البرتقال، والسكر، ولحم الأبقار، والإيثانول إلى الولايات المتحدة. يمكن أن يؤثر هذا التصعيد بشكل مباشر على المستهلك الأمريكي ويرفع تكلفة السلع الاستراتيجية.

تأثر الريال البرازيلي بهذه التطورات بشكل مباشر وملحوظ. تراجع الريال بنحو 2% مقابل الدولار الأمريكي خلال التعاملات الفورية اليوم الخميس، قبل أن يقلص بعض خسائره ليُتداول منخفضًا بنسبة 0.7%. كما تراجع مؤشر الأسهم القياسي “بوفيسبا” بنسبة 0.7%، وكان من أبرز الخاسرين سهم صانع الطائرات “إمبراير” وشركة تعبئة اللحوم “مينيرفا”، مما يعكس قلق المستثمرين من تداعيات الأزمة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *