حلّ الفنان طارق النهري ضيفًا على برنامج “اسمعني شكراً” مع الإعلامية سيرًا إبراهيم، كاشفًا عن محطات إنسانية عميقة ومواقف شخصية غير معروفة. تناول اللقاء تفاصيل عائلته وعاداته اليومية، بالإضافة إلى تجربته الفنية مع المخرج محمد سامي ودوره في “جعفر العمدة”، وذكرياته الدافئة مع الفنان أمير كرارة.
تأملات عميقة: عائلة طارق النهري وسر راحته
كشف الفنان طارق النهري أن أسرته لطالما كانت دعماً كبيراً في حياته، مؤكداً أن ابنته ياسمين تمثل “كلمة السر” في وجوده. أوضح أنهما كانا مقربين جداً في طفولتها، لكنهما ابتعدا لسنوات طويلة تمتد من عمر التاسعة حتى الثانية والعشرين، رغم إقامتها مع والدتها.
استعاد النهري ذكريات تقاربهما مجدداً خلال المحنة التي مر بها، حيث كانت ياسمين تزوره لنصف ساعة فقط، لكن تلك الزيارات القصيرة كانت كافية لإحداث تغيير كبير في نفسه. عبر عن ندمه الشديد على السنوات التي قضاها بعيداً عنها وعن هذا التقارب الثمين.
أوضح النهري أن انشغالات الحياة لا تبرر الابتعاد عن الأسرة، مشيراً إلى أن امتلاك المال والأبناء لا يعفي من المسؤولية الأسرية. شدد على أن التفكك الأسري أصبح واقعاً، حيث يبحث كل فرد عن ذاته، لكن في اللحظات الصعبة، يبقى الأبناء هم السند الحقيقي والوحيد.
تابع طارق النهري حديثه عن حياته اليومية، مؤكداً أن الصلاة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من يومه، ويحافظ عليها بانتظام. يحرص على السؤال عن أهله بشكل يومي، ويتواصل باستمرار مع إخوته. كما أشار إلى أن حب أبناء إخوته له ينعكس إيجاباً على حالته النفسية، حتى في التفاصيل البسيطة كاختيار وجبة طعام.
شغف خاص: البحر والصيد في حياة طارق النهري
أضاف طارق النهري أن السمك يحتل المرتبة الأولى في قائمة اهتماماته، مؤكداً أنه صياد في الأساس. روى تفاصيل رحلات صيده الأخيرة في منطقة السخنة، وكيف يطلب من صديقه حجز مركب لقضاء يومين في البحر عندما يشعر بضغوط شديدة، مؤكداً أن البحر يمثل الحياة بالنسبة له.
شرح النهري كيف يؤثر صوت البحر في حالته النفسية، موضحاً أنه عندما يكون الصوت مرتفعاً، يشعر برغبة في تحطيم العالم من شدة الضغط، لكن عندما يكون هادئاً، يجد نفسه يهدأ تماماً. أكد أن البحر يعتبر مرآته التي تعكس كل حالاته ومشاعره.
عودة قوية: طارق النهري في “جعفر العمدة” ورؤية محمد سامي
تحدث النهري عن كواليس مشاركته في مسلسل “جعفر العمدة”، مبيناً أن شخصية حمادة فتح الله كانت فأل خير عليه. أوضح أنه طُلب للمشاركة في العمل بعد خروجه من محنته، لكن المخرج محمد سامي رفض في البداية، لاعتقاده أنه خرج حديثاً من أزمة ولا يعلم حالته النفسية.
أفاد النهري بأنه التقى بفريق العمل في لقاء لم يكن مشجعاً، فقرر الاعتذار. لكن مدير الإنتاج الراحل صلاح حسن قدم له القهوة وأخبره أن محمد سامي يرغب في مقابلته. وبالفعل، دخل على محمد سامي الذي كان يجلس على كرسي المساج، وسأله عن ما يمر به.
استكمل النهري حديثه قائلاً إن محمد سامي استمع إليه لمدة عشر دقائق، ثم قام واحتضنه قائلاً: “اسمك في بطاقتي خلاص.. مش هنسيب بعض”. أشار إلى أن سامي رأى فيه شيئاً يناسب شخصية حمادة فتح الله وبدأ يشرح له أبعاد الدور ببراعة.
لاحظ النهري أثناء التصوير أن محمد سامي يلتقط منه العديد من التعبيرات والانفعالات، وعندما سأله عن ذلك، أجابه سامي بألا يشغل باله، وأنه سيفهم عند مشاهدة العمل. بالفعل، بعد النجاح الكبير للمسلسل، توالت عليه العروض الفنية، مما يؤكد قدرة سامي على استخراج أدوار قوية منه.
وصف طارق النهري محمد سامي بأنه مخرج شديد الذكاء والاحتراف، قادر على استخراج أفضل ما في كل ممثل، حتى في الأدوار البسيطة، وهذه هي براعة المخرج الحقيقي. لكنه أشار إلى أن العصبية الزائدة هي النقطة الوحيدة التي قد تُعاب عليه.
عن مسلسل “آش آش”، ذكر طارق النهري أن أبرز مشهدين تفاعل معهما الجمهور كان الأول مع إخلاص كابوريا، والثاني مع ابنته في المسلسل، حيث قام بضربهما. بين أن هذين المشهدين كشفا عن التناقض بين حبه الشديد والقسوة في آن واحد، مما أثر كثيراً في المشاهدين.
روابط وثيقة: أمير كرارة والصدف الفنية
في ختام تصريحاته، تحدث الفنان طارق النهري عن علاقته بالفنان أمير كرارة، كاشفاً أنه ابن خاله وقد جمعتهما علاقة أسرية قوية منذ الطفولة. كانا مقربين باستمرار، لكنهما ابتعدا قليلاً بعد أن حقق أمير كرارة النجومية، إضافة إلى انشغال النهري بالسفر خارج المجال الفني.
أضاف النهري أنه فوجئ ذات يوم باتصال من أمير كرارة يسأله فيه عن سبب توقفه عن التمثيل. أجابه بأنه ما زال يعمل، فدعاه كرارة للمشاركة معه. وبالفعل، شارك النهري بدور محامٍ أمام أمير كرارة الذي كان يؤدي دور ضابط في مسلسل “كلبش”.
أكد طارق النهري أن هذا التعاون الفني أعاد العلاقة الأسرية القوية بينهما، ومنذ ذلك الحين وهما يلتقيان باستمرار. لفت إلى أن البعض لاحظ الشبه الكبير بينهما عندما جسّد دور والده في أحد الأعمال الفنية، مما دفع الناس للتساؤل عن علاقتهما الحقيقية، ليكتشفوا أنهما أقارب بالفعل.