أعلنت وزارة الصحة والسكان عن خطة وطنية شاملة لمواجهة ظاهرة توقف القلب المفاجئ في مصر، بعد موافقة مجلس الوزراء أواخر عام 2023 على دراسة متكاملة. تركز المرحلة الأولى على نشر أجهزة الإنعاش القلبي الآلي (AED) في المواقع الحيوية ذات الكثافة السكانية العالية لإنقاذ الأرواح.
موافقة حكومية وخطة متكاملة لمواجهة توقف القلب
عرض الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان، في أواخر عام 2023، دراسة متكاملة على مجلس الوزراء تتعلق بظاهرة توقف القلب المفاجئ. شملت الدراسة معدلات الإصابة العالمية والمحلية، بالإضافة إلى التوصيات العلمية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، وخطوات مصر اللازمة لمواجهة هذه الأزمة الصحية الطارئة بشكل فعال.
وافق مجلس الوزراء على الدراسة، التي جرى تقسيمها إلى ثلاث مراحل تنفيذية. بدأت وزارة الصحة والسكان بالفعل في تنفيذ المرحلة الأولى، التي تركز بشكل أساسي على توفير أجهزة الإنعاش القلبي الرئوي الآلي (AED) في أماكن التجمعات الكبرى.
توفير أجهزة الإنعاش الآلي في الأماكن الحيوية
تشمل الأماكن الحيوية المستهدفة في المرحلة الأولى المطارات، محطات القطار، الملاعب، الاستادات، الجامعات، والمولات، إلى جانب مواقع أخرى تشهد كثافة بشرية عالية. هذا التوزيع يستهدف ضمان وصول سريع لأجهزة الإنعاش في اللحظات الحرجة، مما يزيد من فرص نجاة المصابين بتوقف القلب المفاجئ.
جاء توجيه رئاسي مباشر بالتركيز على الأماكن التي يتواجد فيها الرياضيون، مما دفع وزارة الصحة للتنسيق الفوري مع وزارة الشباب والرياضة لتوفير الأجهزة في المنشآت الرياضية. بالإضافة إلى ذلك، أبرمت الوزارة بروتوكول تعاون مع وزارة الداخلية بهدف توسيع نطاق تغطية هذه الأجهزة الحيوية في المزيد من المواقع العامة.
مجهودات متواصلة لإنقاذ الأرواح وتوسيع التغطية
تتميز أجهزة الإنعاش القلبي الرئوي الآلي بأنها أوتوماتيكية بالكامل، ولا تتطلب وجود طبيب لاستخدامها. يكفي أن يتلقى أي فرد تدريبًا بسيطًا للتعامل معها بفاعلية في حالات الطوارئ، مما يتيح إنقاذ حياة المصابين بسرعة وكفاءة فورية.
يؤكد خبراء الصحة أن كل دقيقة تأخير في التعامل مع توقف القلب المفاجئ تقلل بشكل كبير من احتمالية نجاة المصاب، مما يجعل الإسراع في التدخل أمراً حاسماً. تعمل الوزارة حاليًا على استكمال توفير هذه الأجهزة ضمن المرحلة الأولى من الخطة الطموحة.
تتطلع وزارة الصحة إلى خطط مستقبلية تهدف إلى التوسع في مراحل لاحقة، لتغطية أكبر عدد ممكن من الأماكن العامة في مختلف المحافظات المصرية. هذا التوسع يضمن توفر الأجهزة المنقذة للحياة في متناول الجميع، ويعزز قدرة المجتمع على الاستجابة الفورية للحالات الطارئة.