هزت العاصمة الاوكرانية كييف حادثة امنية كبرى تمثلت في اغتيال الكولونيل ايفان فورونيتش رئيس احد اقسام مركز العمليات الخاصة بجهاز الامن الاوكراني. وقع الحادث في وضح النهار مما اثار موجة من القلق والتساؤلات داخل الاوساط الامنية والسياسية في البلاد. هذه العملية الجريئة تشير الى تصاعد مستمر في حرب الظل الدائرة بين اوكرانيا وروسيا.
تفاصيل الاغتيال والتحقيقات الجارية
في صباح يوم العاشر من يوليو تموز تعرض فورونيتش لاطلاق نار مباشر من مسدس مزود بكاتم صوت. ذكر تقرير نشره مدون عسكري على تلغرام ان منفذ العملية شخص مجهول فر من مكان الحادث بسرعة كبيرة. الفرق الامنية هرعت الى موقع الحادث في منطقة هولوسيفسكي حيث عثر على جثة الكولونيل مصابة بعيار ناري. اكدت شرطة كييف وقوع الاغتيال وبدات على الفور تحقيقات واسعة النطاق. ضباط الشرطة يعملون على تحديد ملابسات اطلاق النار وتشارك فرق تحقيق وعمليات من اقسام الشرطة المحلية والرئيسة في البحث. كما يشارك محققون جنائيون وخبراء وكلاب بوليسية وجهات امنية اخرى في الكشف عن جميع تفاصيل الحادث وتقديم الجناة للعدالة. هذا التكاتف الامني يبرز مدى جدية السلطات في التعامل مع هذه الجريمة الخطيرة.
حرب الظل تصاعد مستمر
ياتي هذا الاغتيال الاخير في ظل تصاعد ملحوظ في عمليات الاستهداف المتبادل بين اوكرانيا وروسيا. ما يعرف بحرب الظل اصبح جزءا لا يتجزا من الصراع المستمر. كييف تبنت في الاشهر الاخيرة سلسلة من العمليات النوعية داخل الاراضي الروسية. هذه العمليات استهدفت شخصيات عسكرية وامنية بارزة. ففي ديسمبر كانون الاول الماضي اعلنت اجهزة الامن الاوكرانية مسؤوليتها عن مقتل الجنرال ايغور كيريلوف رئيس وحدة الاسلحة الكيميائية والبيولوجية الروسية. كما توفي الجنرال الروسي ياروسلاف موسكاليك في ابريل نيسان اثر انفجار سيارة مفخخة داخل روسيا. وفي يوليو تموز الجاري ايضا قتل اللواء ميخائيل يفغينييفيتش غودكوف في ضربة دقيقة نفذتها القوات الاوكرانية عبر الحدود. هذه الاحداث المتتالية تؤكد تحول الصراع الى ميدان اوسع لا يقتصر على الجبهات التقليدية.
تداعيات امنية وتساؤلات حول المستقبل
يثير اغتيال الكولونيل فورونيتش تساؤلات جدية حول مدى تعمق حرب الظل بين موسكو وكييف. كما يطرح علامات استفهام بشان تاثيرها على الامن الداخلي في العاصمة الاوكرانية نفسها. الحادث يشير بوضوح الى تصاعد مستوى العنف والتصعيد في الصراع الدائر. هذا الصراع لم يعد يقتصر على المواجهات العسكرية التقليدية بل امتد ليشمل عمليات سرية دقيقة تستهدف قيادات امنية وعسكرية مهمة. التحقيقات الامنية مستمرة في محاولة لفك لغز هذه العملية الغامضة. المخاوف تتزايد بشان تداعيات امنية محتملة قد تؤثر على استقرار كييف والمناطق المحيطة بها. هذا التطور يعكس دخول الصراع مرحلة جديدة من الحروب غير المتكافئة التي تعتمد بشكل كبير على العمليات الاستخباراتية والسرية.