في تصريحاته الأخيرة قبل وفاته، كشف المطرب الشعبي الراحل أحمد عامر لـ”مانشيت” عن شغفه العميق بالغناء الشعبي منذ الصغر، مؤكدًا أنه اللون الأقرب لقلبه ومساره الفني للإبداع. كما أوضح عامر سعيه الدائم لتقديم الجديد والمختلف ضمن إطار الغناء الشعبي، مع رفضه القاطع للغناء بالراب.
رحلة “عامر” مع الغناء الشعبي
أفصح الفنان أحمد عامر في حواراته الأخيرة عن ارتباطه الوجداني العميق بالغناء الشعبي، مؤكدًا أن هذا اللون الغنائي لازمه منذ طفولته المبكرة. وشدد عامر على أن الغناء الشعبي لم يكن مجرد خيار فني بالنسبة له، بل كان المسار الطبيعي الذي شعر من خلاله بقدرته على التعبير عن ذاته وتقديم فنه الخاص. هذا الإحساس بالانتماء دفعه لتقديم أفضل ما لديه باستمرار.
المطرب الراحل كان يرى في الغناء الشعبي ساحة واسعة للإبداع والتجديد، ولم يكن يكتفي بتقديم الأنماط التقليدية. كان يسعى دائمًا إلى إدخال عناصر جديدة ومختلفة في موسيقاه الشعبية، مع الحفاظ على روح هذا اللون الأصيل الذي أحبه وكرس حياته له. هذا التوجه ميز أعماله وجعلها تحمل بصمته الفريدة.
التجديد الأصيل ورفض الأنماط الدخيلة
شدد أحمد عامر على أهمية التجديد الفني، لكنه كان يؤمن بضرورة أن يأتي هذا التجديد من صميم الغناء الشعبي نفسه، دون اللجوء إلى تقليد أنماط موسيقية أخرى. كان يعتقد أن التجديد الحقيقي يكمن في تطوير الإطار الشعبي وتقديم أفكار موسيقية وكلمات جديدة تعبر عن الواقع المصري المعاصر، بدلًا من محاكاة ما هو دخيل.
في هذا السياق، أوضح عامر موقفه الواضح من غناء الراب، مؤكدًا أنه ليس لونه الفني ولا يعبر عن شخصيته كمطرب شعبي. أكد أن مساحته الإبداعية تتجلى في الغناء الشعبي الذي يجد فيه نفسه ويقدم من خلاله أعمالًا تعكس هويته الفنية الأصيلة. هذا الموقف يعكس تمسكه بجذوره الموسيقية.
إرث فني يتردد صداه في الشارع المصري
يُعد الفنان أحمد عامر واحدًا من أبرز الأصوات التي تركت بصمة واضحة في عالم الغناء الشعبي المصري. تميز بأدائه العاطفي الذي لامس قلوب المستمعين، وبقدرته على اختيار الألحان والكلمات التي تعبر بصدق عن وجدان الشارع المصري وهمومه وأفراحه. أعماله الفنية جسدت الواقع الاجتماعي بأسلوب مؤثر ومباشر.
خلال مسيرته الفنية الحافلة، قدم المطرب أحمد عامر عددًا كبيرًا من الأغنيات التي حققت انتشارًا واسعًا ولاقت صدى كبيرًا بين الجمهور. من أبرز هذه الأغنيات التي ترسخت في أذهان المستمعين “مبقتش مستغرب” و”الكل خاب” و”صحبة بمليون وش”، لتظل شهادة على موهبته وتأثيره الفني.