في تحول لافت، أكد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، أن الأجهزة الحالية غير ملائمة لعصر الذكاء الاصطناعي، داعيًا لتطوير أنظمة أكثر وعيًا بالمستخدم. يقود ألتمان مشروعًا مع جوني آيف لتصميم جهاز ذكي ثوري بلا شاشة، يهدف لدمج الـ AI بسلاسة في حياتنا، متوقعًا انتشارًا قياسيًا لهذا الابتكار.
لماذا يرى ألتمان أن الأجهزة الحالية عائق؟
أعلن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، عن تحول جذري في رؤيته لمستقبل الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن الأجهزة التي نستخدمها اليوم لم تُصمم لعالم تهيمن عليه هذه التقنية. صرح ألتمان مؤخرًا بأن “الكمبيوترات الحالية صممت لعالم لا يوجد فيه ذكاء اصطناعي”، مشيرًا إلى أن البنية التكنولوجية الراهنة لم تعد كافية لدعم التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي.
كان ألتمان قد صرح سابقًا بأن الثورة في الذكاء الاصطناعي لن تتطلب أجهزة جديدة. لكنه الآن يرى أن المرحلة المقبلة ستفترض وجود أنظمة أكثر وعيًا بالمحيط وسياق الحياة الشخصية للمستخدم. نحن بحاجة ماسة لأجهزة تدرك بيئتها بعمق وتفهم تفاصيل حياتنا اليومية، ما يعني الابتعاد عن الاعتماد الكلي على الشاشات ولوحات المفاتيح نحو تفاعل أكثر اندماجًا وسلاسة مع المستخدم.
يأتي هذا التغير في الرؤية بالتزامن مع تحذيرات كبرى شركات التكنولوجيا، مثل جوجل، من قصور الأجهزة التقليدية أمام التطور الهائل لنماذج الذكاء الاصطناعي. خاصة مع اقتراب مرحلة الذكاء العام الاصطناعي (AGI) التي تتطلب موارد حوسبة وسياقًا إدراكيًا يتجاوز قدرات الأجهزة المتاحة حاليًا بشكل كبير.
جهاز ألتمان وآيف: رؤية لمستقبل التفاعل مع الذكاء الاصطناعي
في صميم هذا التوجه الجديد، يقود سام ألتمان مشروعًا مشتركًا مع السير جوني آيف، كبير المصممين السابق في شركة آبل، بعد استحواذ OpenAI على شركة آيف الناشئة المتخصصة في أجهزة الذكاء الاصطناعي مقابل 6.5 مليار دولار أمريكي. يعمل الثنائي حاليًا على تطوير جهاز ذكي ثوري يهدف لإعادة تعريف علاقتنا بالتكنولوجيا بشكل جذري.
بحسب التقارير، سيكون الجهاز الجديد صغير الحجم، بلا شاشة، ولا يصنف كنظارة أو جهاز يمكن ارتداؤه. يقدم هذا الابتكار كـ “جهاز ثالث أساسي” يكمل الهاتف الذكي والحاسوب المحمول، فالهدف ليس استبدال الأجهزة القائمة، بل تقديم تجربة تقنية أكثر انسجامًا مع حياة المستخدم اليومية دون الاعتماد الدائم على الشاشات التقليدية.
يتوقع ألتمان أن يحطم هذا الجهاز أرقامًا قياسية في سرعة الانتشار، مؤكدًا أنه “سيصل إلى 100 مليون مستخدم أسرع من أي منتج جديد في التاريخ”. هذه التوقعات تعكس ثقة كبيرة في قدرة الابتكار على تلبية حاجة غير ملباة في السوق الرقمي الحالي.
تحديات الثورة القادمة في أجهزة الذكاء الاصطناعي
بينما لا تزال التفاصيل الفنية للجهاز الجديد غير معلنة بشكل كامل، ألمح سام ألتمان إلى أن OpenAI تعمل على تطوير أساليب تفاعل جديدة ومبتكرة. ربما تعتمد هذه الأساليب على الصوت أو المستشعرات أو الحوسبة المحيطية، بهدف خلق تجربة أكثر فهمًا وسياقًا لحياة المستخدم، ما يجعل التفاعل مع التكنولوجيا طبيعيًا أكثر.
لتحقيق هذا المستوى المتقدم من التفاعل والاندماج، سيتعين على المستخدمين الوثوق بالذكاء الاصطناعي أكثر من أي وقت مضى. هذه القفزة الثقافية في قبول الثقة بالذكاء الاصطناعي، يعترف ألتمان بأنها قد تستغرق وقتًا وجهدًا لبناء وعي مجتمعي واسع ومقبول.
مع قيادة كل من سام ألتمان وجوني آيف لهذا المشروع الطموح، تزداد التوقعات بأن نشهد تحولًا جذريًا في طريقة استخدامنا للتقنية. ينتقل التركيز من الشاشات والواجهات التقليدية إلى الذكاء الخفي الذي يعمل في الخلفية بهدف تحسين حياتنا اليومية بشكل مستمر، مما يفتح آفاقًا جديدة للمستقبل التكنولوجي.