انطلقت فعاليات الدورة السادسة من مهرجان عمّان السينمائي الدولي – أول فيلم، بحضور الأميرة ريم علي والأمير علي بن الحسين. يركز المهرجان على دعم المواهب الصاعدة ويعرض 62 فيلمًا عربيًا وعالميًا، مع التأكيد على الصمود الثقافي في ظل الظروف الراهنة. يستمر المهرجان تسعة أيام، من 2 إلى 10 يوليو الجاري.
مهرجان “أول فيلم”: احتفاء بالمواهب الصاعدة
شهدت عمّان انطلاق الدورة السادسة من مهرجان عمّان السينمائي الدولي “أول فيلم”، بحضور الأميرة ريم علي، رئيسة المهرجان، والأمير علي بن الحسين. ضمّ الافتتاح حشدًا من المسؤولين ونجوم السينما وعشاقها من الأردن والمنطقة والعالم، مؤكدين التزامهم المشترك بتجسيد الصمود الثقافي عبر فنّ السينما. يمتد برنامج المهرجان لتسعة أيام، من الثاني وحتى العاشر من يوليو الجاري، ويحتفي بالإنجازات الأولى في صناعة الأفلام. يؤكد هذا التوجه التزام المهرجان الراسخ بدعم المواهب الصاعدة والارتقاء بالأصوات السينمائية الأصيلة. يعرض المهرجان باقة ثرية ومتنوعة تضم 62 فيلمًا عربيًا وعالميًا. يُعرض العديد من هذه الأفلام لأول مرة عالميًا، بينما حصدت أخرى جوائز في مهرجانات سينمائية مرموقة حول العالم. جميع هذه الإنتاجات حديثة وتشاهد للمرة الأولى في الأردن.
“عالم خارج النص”: شعار يدعم الحريّة السينمائية
يجسد شعار المهرجان “عالم خارج النص” توجهًا جريئًا لكسر البنى التقليدية ومعايير السرد المفروضة. يدعم الشعار الأصوات الحرة لصانعي الأفلام الأردنيين والعرب، مما يمكنهم من سرد حكاياتهم بصدق وحرية. يشمل هذا الدعم بشكل خاص المخرجين في بداية مسيرتهم السينمائية. في كلمتها الافتتاحية، وصفت الأميرة ريم علي الشعار بأنه يمثل “عالمًا أدار ظهره للدبلوماسية والحوار، وانهارت فيه القوانين الإنسانية”. أكدت أن صانعي الأفلام الذين اختارهم المهرجان يسهمون في إعادة هذا العالم إلى مساره. شددت الأميرة على دور المهرجان في توفير منصة لقصص غالبًا ما تكون مهمشة، لكنها جوهرية للسرد الجمعي في العالم العربي. أضافت: “نرفض أن نموت ثقافيًا، حتى وأدوات الموت والدمار تحلق فوق رؤوسنا”.
تضامن ثقافي: إلغاء السجادة الحمراء وأيرلندا ضيف الشرف
جدد المهرجان قرار إلغاء السجادة الحمراء وجميع الأنشطة الاحتفالية الأخرى للعام الثاني على التوالي. يأتي هذا القرار تعبيرًا عن التضامن والاحترام في ضوء الإبادة المستمرة في فلسطين والنزاعات المتواصلة في المنطقة، مع الحفاظ على رسالته الثقافية الجوهرية. قدم حفل الافتتاح الفنانة زين عوض والمذيع الإذاعي مهند الجزيرة. تضمن الحفل عرضًا شركسيًا مبهرًا على خشبة المسرح قدمته فرقة “نادي الجيل الجديد”. بعد ذلك، جرى تقديم أعضاء لجان التحكيم. اختتم البرنامج بعرض الفيلم الفلسطيني القصير “ما بعد” للمخرجة مها حاج، بحضور بطل الفيلم الفنان محمد بكري.
أعلن المهرجان أن إيرلندا هي بلد ضيف الشرف لهذا العام. حضر المخرج الإيرلندي الشهير جيم شيريدان حفل الافتتاح، الذي لعب دورًا محوريًا في تشكيل المفهوم العالمي للسينما الإيرلندية. قال شيريدان في كلمته: “في كل مرة تصنع فيها فيلمًا فإنك تعكس شبكة من المعتقدات، وهذا هو أهم شيء بالنسبة لي.” وأضاف: “الشيء الوحيد ذو قيمة هو الإيمان والحقيقة، ولهذا لا يستطيع الإيرلنديون إلا قول الحقيقة.” كرس المهرجان منذ انطلاقته جهوده لدعم المواهب العربية والمحلية الصاعدة. يسعى المهرجان بقوة لبناء صناعة سينما عربية متينة ومعترف بها عالميًا. كما تعود أيام عمّان لصناع الأفلام، وهي الذراع المهنية للمهرجان، ببرنامج غني. يشمل هذا البرنامج جلسات تسويق المشاريع وورش عمل ونقاشات تدعم الأفلام في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج. ينظر المهرجان إلى السينما كفن عالمي متجذر في الثقافة والصمود والإنسانية. يوفر المهرجان مساحة حيوية لتبادل القصص والاحتفاء بها ضمن أجواء إبداعية.