مستقبل الطاقة يتغير.. الهيدروجين الأخضر يقود ثورة الطاقة في المملكة
تستهدف السعودية أن تصبح رائدة عالميًا في إنتاج الهيدروجين الأخضر، مستفيدة من مواردها الطبيعية وإمكانياتها الهائلة في مجال الطاقة المتجددة. تهدف المملكة إلى إنتاج 4 ملايين طن من الهيدروجين منخفض الكربون سنويًا بحلول 2030، وتغطية 10% من الطلب العالمي. ويأتي ذلك في إطار رؤية 2030، التي تركز على تنويع الاقتصاد السعودي وتطوير مصادر طاقة مستدامة.
إنتاج الهيدروجين الأخضر في السعودية
يُنتج الهيدروجين الأخضر عن طريق التحليل الكهربائي للماء باستخدام طاقة متجددة كالشمس والرياح، وهو ما يجعله وقودًا نظيفًا دون انبعاثات كربونية. يُعد الهيدروجين الأخضر حلاً واعدًا لمستقبل الطاقة، خاصة في القطاعات الصناعية والنقل الثقيل حيث يصعب الاعتماد على الكهرباء وحدها.
استراتيجية السعودية للهيدروجين الأخضر
أطلقت المملكة استراتيجيتها الوطنية للهيدروجين عام 2020، بهدف تطوير سلسلة إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر. تُركز الاستراتيجية على مشاريع ضخمة كمشروع “هيليوس” في نيوم، وشراكات دولية لتصدير الهيدروجين إلى أسواق عالمية رئيسية كأوروبا وآسيا.
مشروع هيليوس: نموذج للطاقة المتجددة
يعتبر مشروع “هيليوس” في نيوم، بالشراكة بين “أكوا باور” و”نيوم” و”إير برودكتس”، حجر الزاوية في استراتيجية الهيدروجين الأخضر السعودية. تبلغ قيمة الاستثمار في المشروع 8.4 مليار دولار، ويهدف لإنتاج 650 طنًا من الهيدروجين الأخضر يوميًا، يتم تحويلها إلى 1.2 مليون طن سنويًا من الأمونيا الخضراء للتصدير.
الشراكات الدولية في مجال الهيدروجين
تعزز السعودية وجودها في سوق الهيدروجين العالمي عبر اتفاقيات شراكة مع دول مثل إيطاليا، كوريا الجنوبية، فرنسا، الهند، ومصر. تهدف هذه الاتفاقيات إلى بناء شبكة توزيع دولية وتطوير البنية التحتية للطاقة النظيفة.
ميزات السعودية التنافسية في إنتاج الهيدروجين
تمتلك السعودية ميزات تنافسية في إنتاج الهيدروجين الأخضر، أبرزها انخفاض تكلفة الكهرباء من الطاقة الشمسية، ووفرة الأراضي لبناء محطات إنتاج ضخمة. تشير الدراسات إلى أن تكلفة إنتاج الهيدروجين في السعودية أقل بنسبة تصل إلى 25% مقارنة بدول أخرى كألمانيا.
تحديات إنتاج الهيدروجين في السعودية
على الرغم من الإمكانيات الكبيرة، تواجه السعودية تحديات في إنتاج الهيدروجين الأخضر، منها:
- تكاليف التكنولوجيا المستخدمة في التحليل الكهربائي.
- ندرة المياه اللازمة للإنتاج، وحاجة الاستثمار في تحلية المياه.
- ضعف البنية التحتية لنقل وتخزين الهيدروجين.
- غياب إطار تنظيمي واضح لسوق الهيدروجين.
- محدودية الطلب المحلي على الهيدروجين.
مستقبل الهيدروجين الأخضر في السعودية
تتوقع الدراسات أن تصبح السعودية من أكبر منتجي الهيدروجين الأخضر عالميًا بحلول عام 2035. من خلال مشاريعها الطموحة وشراكاتها الدولية، تسعى المملكة لتلبية احتياجات أوروبا وآسيا من الطاقة النظيفة في العقود القادمة.
دور السعودية في سوق الطاقة العالمي
يمثل استثمار السعودية في الهيدروجين الأخضر تحولاً استراتيجيًا في دورها الاقتصادي العالمي. تنتقل المملكة من التركيز على صادرات النفط إلى ريادة الطاقة النظيفة، مؤسسة لنفسها مكانة كلاعب رئيسي في سوق الطاقة العالمي.