السر العلمي.. الكشف عن السبب وراء شعورك بالدوار عند ركوب السيارات الكهربائية

بدأت شكاوى الركاب تتزايد بشأن دوار الحركة داخل السيارات الكهربائية، خاصة من يجلسون في الخلف، حتى في الرحلات القصيرة. يؤكد العلم أن هذه مشكلة حقيقية، ترتبط بخصائص السيارات الكهربائية الفريدة. يعود السبب إلى التسارع الفوري وعزم الدوران العالي، والكبح المتجدد الذي يخلق تباطؤًا مفاجئًا، بالإضافة إلى غياب المؤثرات الحسية المألوفة للدماغ.

لماذا تسبب السيارات الكهربائية دوار الحركة؟

تعتمد السيارات الكهربائية على محركات توفر عزمًا كاملاً وفوريًا بمجرد الضغط على دواسة الوقود، بخلاف السيارات التقليدية ذات محركات البنزين. هذه الخاصية المثيرة للإعجاب تخلق تغيرات مفاجئة في التسارع، والتي يمكن أن تكون مربكة بشكل كبير لجسم الراكب، ويزداد تأثيرها على الجالسين في المقاعد الخلفية حيث لا تتوفر رؤية واضحة للطريق.

إذا انتقل السائق حديثًا من سيارة تقليدية إلى كهربائية، فقد لا يكون معتادًا على التحكم الدقيق في دواسة التسارع. هذه التذبذبات غير المتوقعة في السرعة تزيد من احتمالية شعور الركاب بالغثيان وعدم الارتياح، خاصة خلال الرحلات التي تتطلب تسارعًا وتباطؤًا متكررًا.

اقرأ أيضًا: قوة الأداء .. فيفو تطلق هاتف Vivo Y19s بأقوى معالج وقدرة شحن جبارة

يُعد غياب المؤثرات الحسية المألوفة عاملاً رئيسياً آخر، فعقولنا معتادة على إشارات معينة أثناء التنقل، مثل الاهتزازات وصوت المحرك. هذه الإشارات الحسية غير موجودة داخل السيارات الكهربائية الهادئة، مما يربك الدماغ ويفقده توازنه، ويزيد من فرص دوار الحركة، حتى وإن كانت السيارة تسير بسلاسة تامة.

الكبح المتجدد: عامل أساسي للغثيان

تمثل خاصية الكبح المتجدد إحدى أهم مزايا السيارات الكهربائية، حيث تعمل على إعادة الطاقة إلى البطارية عند التباطؤ. ولكنها، في الوقت نفسه، تخلق تباطؤًا مفاجئًا بمجرد رفع السائق قدمه عن دواسة الوقود، ما يمكن أن يسبب شعورًا غير مريح للركاب.

في حالة استخدام “وضع الدواسة الواحدة”، تبدأ السيارة بالفرملة بشكل تلقائي وقوي بمجرد رفع القدم عن دواسة التسارع. هذا يؤدي إلى إحساس غير معتاد بالتوقف التدريجي والمستمر دون تدخل مباشر من السائق بالفرامل، وهو ما قد يشعر الركاب بالغثيان وعدم الثبات.

اقرأ أيضًا: اشحن 2750 شدة في ثواني.. أسهل طريقة شحن شدات ببجي موبايل على جهازك بدون حظر بطريقة مضمونة

نصائح عملية لتقليل دوار الحركة

للسائقين الجدد، ينصح الخبراء بالتمهل وتجنب التسارع أو التباطؤ المفاجئ قدر الإمكان، خاصة في المراحل الأولى من قيادة السيارة الكهربائية. القيادة السلسة والمتوقعة تقلل بشكل كبير من تأثير التغيرات الحركية على الركاب.

من الأفضل للركاب الذين يعانون من دوار الحركة الجلوس في المقاعد الأمامية إن أمكن، حيث تتوفر رؤية أوضح للطريق. بدلاً من ذلك، يمكن التركيز على نقطة ثابتة في الأفق عبر النوافذ الجانبية للمساعدة في الحفاظ على التوازن البصري والداخلي للجسم.

قد يقلل تفعيل “وضع القيادة الاقتصادية” من آثار التسارع المفاجئ، لأنه يقلل من استجابة السيارة لدواسة الوقود ويجعل القيادة أكثر سلاسة وتدرجًا. هذا الوضع مفيد بشكل خاص عند وجود ركاب حساسين لدوار الحركة.

في بعض الحالات، يمكن اللجوء إلى أدوية خفيفة مضادة لدوار الحركة بعد استشارة الطبيب، خاصة للرحلات الطويلة أو لمن يعانون من حساسية شديدة. هذه الأدوية توفر حلاً مؤقتًا لتخفيف الأعراض بشكل فعال.

تمثل السيارات الكهربائية مستقبل التنقل الفعال، ولكن طبيعتها الخاصة تعيد تشكيل الطريقة التي يتفاعل بها الإنسان مع المركبة. بينما تقدم هذه السيارات تجربة قيادة محسنة من نواحٍ عديدة، إلا أنها أيضًا تطرح تحديات جديدة على الركاب، خاصة أولئك الذين لم يعتادوا بعد على غياب الضوضاء والاهتزازات.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *