أعلنت شركة آبل عن تغييرات قيادية جوهرية، حيث سيتنحى جيف ويليامز، المدير التنفيذي للعمليات (COO)، عن منصبه نهاية الشهر الجاري، تمهيدًا لتقاعده بعد ثلاثة عقود من الخدمة. سيخلفه صبيح خان، النائب الأول لرئيس قسم العمليات، في خطوة تأتي في وقت حاسم لشركة آبل مع توسعها في مجالات تقنية جديدة وتحديات عالمية متزايدة.
رحيل قائد بارز وتعيين خلف جديد
أعلنت شركة آبل يوم الثلاثاء تقاعد جيف ويليامز، كبير مسؤولي العمليات (COO)، بعد مسيرة مهنية استثنائية امتدت لما يقارب ثلاثة عقود. سيتنحى ويليامز عن منصبه مع نهاية الشهر الجاري، منهيًا بذلك فصلاً مهمًا من القيادة التنفيذية في عملاق التكنولوجيا، ومفسحًا المجال لجيل جديد من القادة.
خلفًا لويليامز، عينت آبل صبيح خان، النائب الأول الحالي لرئيس قسم العمليات، ليتولى مهام المدير التنفيذي للعمليات. يمثل هذا التعيين خطوة استراتيجية لضمان استمرارية وكفاءة العمليات التشغيلية العالمية للشركة، مستفيدًا من خبرة خان الواسعة في هذا المجال الحيوي.
أوضح ويليامز أن قراره بالتقاعد جاء مدفوعًا برغبته في قضاء المزيد من الوقت مع عائلته وأحفاده، الذين وصفهم بأنهم “خمسة حتى الآن وما زالوا في ازدياد”. يعكس هذا القرار سعي ويليامز لتحقيق توازن بين حياته المهنية والشخصية بعد سنوات طويلة من التفاني في خدمة آبل.
إرث جيف ويليامز ودوره المستقبلي
يُعد جيف ويليامز أحد أبرز القادة الذين تركوا بصمة لا تُمحى في مسيرة آبل، فقد انضم إلى الشركة في أواخر التسعينيات وكان له دور محوري في إطلاق منتجات رائدة مثل الأيبود والآيفون. كما ساهم بشكل كبير في تطوير ساعة Apple Watch، وقاد فرق التصميم وعمليات التصنيع بكفاءة عالية على مدار سنوات طويلة.
على الرغم من إعلان تقاعده، سيواصل ويليامز مهامه الإشرافية حتى نهاية العام الجاري، حيث سيستمر في تقديم تقاريره مباشرة إلى الرئيس التنفيذي تيم كوك. كما سيظل مسؤولاً عن الإشراف على فريقي التصميم وApple Watch خلال هذه الفترة الانتقالية، لضمان انتقال سلس للمسؤوليات.
بعد تقاعد ويليامز الكامل نهاية العام، ستنتقل مهام الإشراف على قسم التصميم لتصبح تحت الإدارة المباشرة للرئيس التنفيذي تيم كوك. تؤكد هذه الخطوة على الأهمية الاستراتيجية للتصميم في فلسفة آبل، وتعزز من دور كوك في توجيه الرؤية الإبداعية للمنتجات المستقبلية للشركة.
صبيح خان ومستقبل العمليات في آبل
يتمتع صبيح خان، خلف جيف ويليامز، بخبرة عميقة وواسعة في مجال سلاسل التوريد وعمليات الإنتاج العالمية. لقد لعب دورًا محوريًا في تعزيز كفاءة ومرونة هذه العمليات، لا سيما خلال التحديات الكبيرة التي فرضتها جائحة كوفيد-19، حيث ساهم بفعالية في استقرار سلسلة التوريد الخاصة بآبل.
من المتوقع أن يواصل خان مسيرة ويليامز في ضمان كفاءة العمليات والتصنيع على نطاق عالمي، مستفيدًا من رؤيته القيادية ومعرفته العميقة بالأسواق. تتطلع آبل إلى قيادته في تطوير استراتيجيات إنتاج مبتكرة تلبي متطلبات النمو والتوسع المستقبلي للشركة في جميع أنحاء العالم.
يأتي هذا التغيير القيادي في مرحلة محورية بالنسبة لشركة آبل، مع تنامي التحديات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية التي تؤثر على سلاسل التوريد. كما تتزامن هذه الخطوة مع دخول الشركة بقوة في مجالات تقنية جديدة ومستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع المختلط، مما يتطلب قيادة عملياتية قوية ومبتكرة.