شهدت مبيعات معدات البناء الأساسية في الصين قفزة ملحوظة خلال النصف الأول من العام، ما يعكس تحسن الطلب في هذا القطاع الحيوي للاقتصاد. يأتي هذا الارتفاع، خاصة في مبيعات الحفارات، في ظل استقرار تدريجي لقطاع البناء بفضل التحفيز الحكومي بعد سنوات من أزمة العقارات الممتدة التي أثرت سلبًا على العديد من الصناعات.
ارتفاع مبيعات الحفارات في الصين
ارتفعت مبيعات الحفارات محليًا بنحو 23% خلال الفترة من يناير إلى يونيو مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. تُعد الحفارات مؤشرًا رئيسيًا للنشاط في قطاع البناء، حيث تتزايد مبيعاتها عادةً مع استعداد شركات التشييد للمشروعات الجديدة، كما يمكن استخدامها كمقياس لطلب السوق على الصلب.
تشير البيانات الحديثة إلى أن قطاع البناء في الصين بدأ يستقر تدريجيًا بعد حزمة إجراءات التحفيز الحكومية. كانت أزمة العقارات الممتدة وتراجع بناء المساكن عاملاً رئيسيًا أثر سلبًا على قطاع الحفارات بشكل خاص، وكذلك على الطلب العام على الصلب والصناعات المرتبطة به.
مؤشرات سوق الحديد والصلب
شهدت العقود المستقبلية لحديد التسليح والصلب المدرفل على الساخن ارتفاعًا في بورصة شنغهاي. في الوقت نفسه، ارتفع سعر خام الحديد، المكون الأساسي في صناعة الصلب، بنحو 2.3% ليصل إلى 98.25 دولار للطن، مما يعكس بعض التحسن في أسعار المواد الخام.
اقتربت أسعار عقود خام الحديد المقومة باليوان في بورصة داليان من أعلى مستوى إغلاق لها منذ أبريل الماضي، ما يشير إلى ضغوط صعودية محتملة على التكاليف الإنتاجية. هذه الزيادات تعكس توقعات السوق بتحسن طفيف في الطلب على الصلب على المدى القصير، مدعومة بنشاط البناء المتزايد.
تحديات الاقتصاد الصيني
على الرغم من هذه المؤشرات الإيجابية، يرى المحللون لدى “إكس بي ريسيرش” أن الاقتصاد الصيني يبعث إشارات متباينة. أشاروا في مذكرة بحثية إلى أنه رغم ارتفاع الاستثمارات في قطاعي التصنيع والبنية التحتية، تراجعت بيانات قطاع العقارات مجددًا، مما يثير مخاوف بشأن استدامة التعافي.
شمل هذا التراجع في قطاع العقارات انخفاض وتيرة بدء المشروعات الجديدة والمبيعات والإنجاز، وذلك استنادًا إلى البيانات الحكومية التي صدرت عن شهر مايو. هذا التباين يسلط الضوء على استمرار التحديات الهيكلية التي يواجهها الاقتصاد الصيني، رغم جهود التحفيز.
أسعار حديد التسليح وتوقعات الطلب
في سوق الصلب المحلي، لا تزال أسعار حديد التسليح قريبة من أدنى مستوى لها منذ عام 2017. هذا يعكس استمرار معاناة شركات صناعة الصلب من تراجع الطلب المحلي، والذي يُتوقع أن ينخفض بنسبة 2% خلال عام 2025 ليبلغ 839 مليون طن.
يُتوقع أن يسجل هذا التراجع للطلب المحلي على الصلب خامس انخفاض سنوي على التوالي، مما يضع ضغوطًا كبيرة على هامش ربحية المنتجين. تشير هذه التوقعات إلى أن التعافي في قطاع البناء قد لا يكون كافيًا لدفع نمو قوي ومستدام في الطلب على الصلب على المدى القريب.