وصف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الأوضاع في قطاع غزة بأنها “جحيم” مر به السكان، في تعليق نادر يركز على تداعيات الحرب المستمرة منذ أشهر. هذه التصريحات جاءت بالتزامن مع أنباء تفيد برد إيجابي من حركة حماس حول مقترح وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
ترامب يعلق على غزة ويضغط لاتفاق
جاءت تصريحات ترامب أثناء توجهه إلى ولاية آيوا على متن طائرة “إير فورس ون”، حيث أكد رغبته في تحقيق الأمان لسكان غزة الذين عانوا بشدة. أشار ترامب أيضًا إلى رغبة إيران في الحوار، مبدياً استعداده للقاء ممثلين عنها إن لزم الأمر، مؤكداً عدم رغبة الولايات المتحدة في إيذائهم بل مساعدتهم.
حماس ترد إيجابًا ومفاوضات وقف إطلاق النار تتقدم
في تطور مهم، أفادت مصادر إعلامية مطلعة بأن حركة حماس أبلغت قطر بموافقة إيجابية على المقترح المحدّث لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى. وتوقعت التقارير صدور إعلان رسمي خلال الساعات القليلة المقبلة، رغم أن حماس لم تنشر أي بيان تفصيلي حول طبيعة الرد أو شروطه النهائية.
تتزامن هذه التطورات مع اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر الذي عُقد مساء أمس لمناقشة عدة سيناريوهات محتملة. شملت هذه السيناريوهات إمكانية التوصل إلى اتفاق إقليمي شامل ينهي الصراع الدائر، أو التوجه نحو تسوية مؤقتة جزئية في حال تعثرت المفاوضات الجارية حاليًا.
تحدثت بعض التسريبات الإعلامية عن مقترح يتضمن وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً. يشمل هذا المقترح الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين على قيد الحياة، بالإضافة إلى تسليم رفات 18 جثة. لكن لم يتم تأكيد التفاصيل النهائية لهذه الشروط حتى الآن.
نتنياهو مصمم والجيش الإسرائيلي يستعد للمرحلة القادمة
نقل مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إصراره الكبير على التوصل إلى اتفاق “بأي ثمن”. وصف نتنياهو الفرصة السياسية الحالية بأنها “لا تتكرر” في محادثات داخلية مغلقة، ما يعكس حرصه الشديد على إنجاز الصفقة.
أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد إيفي دوفيرين، أن العملية العسكرية “عربات جدعون” تقترب من تحقيق أهدافها المحددة. أشار دوفيرين إلى أن القيادة العسكرية ستعرض خيارات متعددة للمرحلة التالية على المستوى السياسي، وسيتم اتخاذ القرار النهائي بناءً على التوجيهات المقررة.
يأتي ذلك في ظل تزايد ملحوظ للأصوات داخل إسرائيل التي تطالب بإنهاء الحرب الدائرة. تتراجع الحاضنة الشعبية لاستمرار القتال بشكل كبير، وتتنامى المخاوف من الانزلاق إلى استنزاف طويل الأمد قد يؤثر سلباً على الأوضاع الداخلية والاقتصادية.
ووفقاً لتقارير صحفية، يرغب الرئيس ترامب في إعلان التوصل إلى اتفاق خلال لقائه المرتقب مع نتنياهو في واشنطن يوم الاثنين المقبل. هذا ما يفسر الضغط المكثف الذي يمارسه على الجانبين، بالإضافة إلى دوره النشط في الضغط على قطر لتسهيل إبرام الصفقة النهائية.