يعاني هاتف آيفون، الذي طالما اعتبر ملك التصوير الفوتوغرافي عبر الهواتف المحمولة، من مشكلة كبرى في أداء الكاميرا، تحديداً بسبب المعالجة اللاحقة للصور. يُفسد الذكاء الاصطناعي من أبل النصوص ويحولها إلى “هراء” في بعض الأحيان، مما يثير تساؤلات حول فعالية تحديثات الشركة البرمجية في وظيفة حيوية بالغة الأهمية.
تدهور جودة الصور: معضلة المعالجة الذكية
تُشكل الكاميرات، بمستشعراتها وميجابكسلاتها وعدساتها، جزءاً كبيراً من استراتيجية تسويق الهواتف الذكية الرائدة. ومع ذلك، يواجه هاتف آيفون تحدياً كبيراً في هذا الجانب الحيوي. يُعدّ تحسين البرامج حيلة شائعة يستخدمها مصنعو الهواتف لالتقاط صور أفضل، لكن أداء ذكاء أبل في المعالجة اللاحقة للصور كان له تأثير عكسي على الجودة.
هناك العديد من الشكاوى من مستخدمين يلاحظون كيف يقوم ذكاء أبل بمعالجة وتحسين الصورة بعد التقاطها، ليُحوّل جميع النصوص والحروف فيها إلى هراء غير مفهوم. في بعض الأحيان، يعمل هذا التحسين بشكل جيد، لكن في أحيان أخرى يُفسد صورة رائعة تماماً، مما يقلل من الثقة في قدرات التصوير بالجهاز.
يحاول الذكاء الاصطناعي تقدير ما يجب أن تُظهره الصورة بدقة، لكنه لا يمتلك مجموعة بيانات شاملة وكافية للقيام بذلك على نحو مُرضٍ. إذا لم يتمكن الذكاء الاصطناعي من أبل من تحسين جودة الحروف بدقة مئة بالمئة، فمن الضروري عليه إما التوقف عن إجراء هذا “التحسين” تماماً أو إتاحة خيار للمستخدم لتعطيل هذه الميزة المزعجة.
سعي أبل لمعالجة ضعف الذكاء الاصطناعي
تُدرك شركة أبل تماماً نقاط ضعفها في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد اتخذت خطوات عدة لتجاوزها في الآونة الأخيرة. على سبيل المثال، فكّرت الشركة لفترة وجيزة في شراء شركة Perplexity AI لدمج تقنياتها ضمن مبادرة Apple Intelligence التي تخطط لإطلاقها قريباً.
بالإضافة إلى ذلك، طلبت أبل مؤخراً المساعدة من شركات رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي مثل Anthropic وOpenAI لتحسين أداء مساعدها الصوتي الشهير سيري. هذه الخطوات تؤكد حجم التحدي الذي تواجهه أبل في اللحاق بركب التقدم السريع في هذا المجال الحيوي والمتنامي.
تحديات برمجية تتجاوز الكاميرا
قد تحذو أبل حذو الشركات الصينية الرائدة في مجال الهواتف الذكية، وتُضيف نموذج الذكاء الاصطناعي الرائد من جوجل، Gemini، إلى نظام التشغيل iOS. هذا التكامل المحتمل قد يعالج بعض القصور الحالي ويُعزز قدرات أبل في الذكاء الاصطناعي بشكل كبير.
يُعد ضعف التصوير بسبب المعالجة اللاحقة السيئة مثالاً آخراً على التحديات التي تواجهها أبل في تحديثات برامجها الأخيرة. تُعتبر أبل في جوهرها شركة برمجيات أكثر منها شركة أجهزة، لكنها تواجه صعوبة بالغة في إظهار تفوقها البرمجي مؤخراً، مما يؤثر على سمعتها وجودة منتجاتها.