تجدد الجدل حول حكم الغناء شرعًا بعد وفاة المطرب أحمد عامر ومطالبة زملائه بحذف أغانيه. هذا النقاش لم يبدأ بفتوى دينية كالعادة، بل على يد فنانين أنفسهم. يتناول الجدل طبيعة الغناء وهل حكمه مطلق أم يعتمد على محتواه، ما يفتح الباب لاستعراض آراء كبار العلماء السابقين.
جدل المطربين: لماذا الآن؟
اشتعل الجدل الدائر حاليًا حول الغناء ليس بسبب فتوى دينية أو رأي لأحد الدعاة أو المشايخ، كما هو معتاد في مثل هذه النقاشات. بل أشعله عدد من المطربين بعد وفاة زميلهم أحمد عامر، حيث طالبوا بحذف أغانيه وحثوا شركات الإنتاج والجمهور على فعل الشيء نفسه، وهي خطوة غير مسبوقة في الساحة الفنية.
المثير في هذا الجدل هو أن المطربين الذين طالبوا بحذف أغاني زميلهم الراحل لا يزالون يغنون نفس النوعية من الأغاني التي دعوا لحذفها. هذا الأمر يثير تساؤلات كبيرة حول دوافعهم ويجعل النقاش أكثر تعقيدًا وتنوعًا. لم يتناول الخلاف طبيعة هذه الأغاني من حيث الجودة، بل تركز على الجانب الشرعي العام.
رأي كبار العلماء: حلال أم حرام؟
يعود النقاش الدائر حول حكم الغناء إلى جوهره: هل هو حلال أم حرام بشكل مطلق، أم أن الحكم يعتمد على طبيعة الأغنية ومحتواها؟ هل يمكن التمييز بين أنواع الغناء، بحيث يكون بعضها حرامًا وبعضها حلالًا؟ هذه الأسئلة تظل محورًا أساسيًا في النقاشات الدينية حول الفن.
مع تزايد هذا الجدل، يصبح من المفيد استعراض آراء العلماء الكبار الذين تناولوا قضية الغناء في سياقات مختلفة. فقد قدم الشيخان محمد الغزالي وعبدالحليم محمود، شيخ الأزهر الأسبق، رؤى مهمة للفنانة ياسمين الخيام عند بداية مسيرتها الفنية، والتي كشفت عنها الفنانة المعتزلة في حوار سابق.
ياسمين الخيام تكشف نصيحة الأزهر
كشفت الفنانة المعتزلة ياسمين الخيام، ابنة شيخ المقرئين الشيخ محمود خليل الحصري، أن قرار احترافها الغناء لم يكن سهلًا على الإطلاق. فقد أثار هذا القرار الكثير من الجدل والاختلاف، بل والغضب أحيانًا، خاصة من فئة المتشددين الذين عارضوا دخولها مجال الفن بسبب خلفيتها الدينية.
لمواجهة هذه التحديات والاستفسارات، استشارت ياسمين الخيام عددًا من كبار العلماء والمشايخ قبل اتخاذ قرارها النهائي. كان من بين هؤلاء الشيخ عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر الأسبق، والشيخ محمد الغزالي، بالإضافة إلى علماء آخرين قدموا لها النصح والإرشاد الشرعي.
أفتاها هؤلاء العلماء بأن الغناء هو في الأساس كلام، ينطبق عليه الحكم بأن “حسنه حسن وقبيحه قبيح”. هذه الفتوى تؤكد أن الحكم الشرعي على الغناء ليس مطلقًا، بل يرتبط بمحتوى الكلمات والرسالة التي يحملها العمل الفني. وقد أوصاها الشيخ عبدالحليم محمود بأن تغني أشعار شهاب الدين السهروردي، أحد كبار علماء الصوفية، وهي أمنية تعرب ياسمين الخيام عن حزنها لعدم تحقيقها وتنفيذها.