في فصل جديد من السجال المستمر حول مستقبل تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب امتلاكه قائمة بمستثمرين أثرياء مستعدين لشراء التطبيق. يأتي هذا التصريح ليضيف تعقيدًا لمستقبل المنصة، بينما تتصاعد الضغوط التشريعية لحظر التطبيق المملوك لشركة بايت دانس الصينية، ما يثير تساؤلات حول طبيعة أي صفقة محتملة.
ترامب يؤكد جاهزية المستثمرين لشراء تيك توك
أفصح دونالد ترامب عن وجود مستثمرين أثرياء جدًا ومجهزين بالمال اللازم لإتمام صفقة استحواذ على تطبيق تيك توك. ويؤكد ترامب أن هؤلاء المستثمرين مهتمون بشدة بشراء المنصة من مالكتها الصينية، بهدف إبقائها عاملة في الولايات المتحدة تحت ملكية أمريكية. يعكس هذا التصريح تحولًا في موقف الرئيس السابق تجاه التطبيق الشهير.
كما أشار ترامب إلى أنه لا يرغب في رؤية اختفاء تيك توك من السوق الأمريكية، نظرًا لقاعدة مستخدميه الضخمة التي تضم ملايين الشباب. هذا الرأي يتناقض مع موقفه السابق الذي كان يدعو فيه صراحة إلى حظر التطبيق بالكامل بسبب مخاوف أمنية مرتبطة بجمع البيانات وإمكانية وصول الحكومة الصينية إليها.
مسار تيك توك المعقد في واشنطن
يواجه تطبيق تيك توك ضغوطًا سياسية وتشريعية متزايدة في الولايات المتحدة منذ سنوات طويلة. أصدر الكونغرس الأمريكي مؤخرًا قانونًا يطالب شركة بايت دانس ببيع تيك توك إلى كيان أمريكي خلال فترة محددة، وإلا سيواجه التطبيق حظرًا شاملًا داخل البلاد. يهدف هذا الإجراء إلى معالجة المخاوف المتعلقة بالأمن القومي وحماية بيانات المستخدمين الأمريكيين من الوصول الأجنبي.
بالإضافة إلى ذلك، تصر الإدارة الأمريكية على أن ملكية تيك توك الصينية تشكل تهديدًا محتملًا للمعلومات الحساسة والمؤثرة. تؤكد الحكومة الأمريكية أن شركة بايت دانس قد تكون مجبرة على تسليم بيانات المستخدمين إلى بكين، وهو ما تنفيه الشركة بشدة وتؤكد على استقلالية عملياتها التشغيلية وحماية خصوصية بيانات مستخدميها في الولايات المتحدة.
هل تتغير مواقف ترامب تجاه التطبيق؟
يبرز تصريح ترامب الأخير تحولًا ملحوظًا في موقفه تجاه تيك توك، مقارنة بحملته السابقة ضد التطبيق عندما كان رئيسًا. ففي عام 2020، حاول ترامب فعليًا حظر تيك توك في الولايات المتحدة عبر أوامر تنفيذية، لكن هذه المحاولات واجهت تحديات قانونية ولم تنجح في النهاية.
وفي الوقت نفسه، يشير هذا التحول إلى إمكانية وجود حلول بديلة للحظر الكامل، مثل صفقة بيع كبرى. يرى ترامب أن بيع تيك توك لمستثمرين أمريكيين قد يحل المعضلات الأمنية مع الحفاظ على التنافسية في سوق منصات التواصل الاجتماعي. لم يتم الكشف بعد عن أسماء المستثمرين المحتملين أو أي تفاصيل حول طبيعة المفاوضات الجارية.