في ظل الارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة، تبقى نصائح الدكتور هاني الناظر، استشاري الأمراض الجلدية ورئيس المركز القومي للبحوث الأسبق، دليلاً أساسيًا للتعامل الآمن مع الطقس شديد الحرارة. قدم الدكتور الناظر، قبل وفاته، إرشادات حيوية لحماية الجلد والصحة العامة من المخاطر المرتبطة بموجات الحر، مؤكداً على تدابير وقائية بسيطة لكنها فعالة للغاية.
حماية الجسم من الشمس والجفاف: إرشادات الدكتور الناظر
يؤكد الدكتور هاني الناظر على ضرورة تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة، والتي تمتد عادةً من الثانية عشرة ظهرًا وحتى الرابعة عصرًا. تعتبر هذه الفترة الأكثر خطورة بسبب شدة الأشعة فوق البنفسجية، مما يزيد من فرص الإصابة بضربات الشمس والحروق الجلدية، لذا يجب الامتناع عن الخروج إلا للضرورة القصوى خلال هذا الوقت.
للوقاية من الجفاف الذي يهدد الجسم في الطقس شديد الحرارة، ينصح الدكتور الناظر بالإكثار من شرب الماء بكميات وفيرة على مدار اليوم. بالإضافة إلى الماء، يفضل تناول السوائل الطبيعية الباردة مثل الكركديه والينسون والنعناع، التي تساعد على تعويض السوائل المفقودة وتبريد الجسم بشكل فعال.
على النقيض، شدد الدكتور الناظر على أهمية التقليل من تناول المشروبات الغازية والمنبهات كالقهوة والشاي. هذه المشروبات تساهم في فقدان سوائل الجسم بكميات أكبر، مما يزيد من خطر الإصابة بالجفاف ويقلل من فعالية الترطيب الداخلي، وبالتالي فهي لا تعد خياراً صحياً في الأيام الحارة.
الملابس والعناية بالبشرة: نصائح أساسية للحر الشديد
فيما يتعلق بالملابس، يوصي الدكتور هاني الناظر باختيار الملابس القطنية الفضفاضة وذات الألوان الفاتحة بنسبة 100%. تساعد هذه الأنواع من الأقمشة على امتصاص العرق بفعالية وتسمح للبشرة بالتنفس، مما يقلل بشكل كبير من تهيج الجلد والاحساس بالحرارة الزائدة، وتوفر راحة أكبر في الأجواء الحارة.
يجب تجنب ارتداء الملابس المصنوعة من الألياف الصناعية مثل البوليستر أو النايلون تماماً، حيث أنها تزيد من الإحساس بالحرارة وتمنع تهوية الجسم الجيدة. هذه المواد لا تمتص العرق بشكل فعال، مما يؤدي إلى تراكمه على الجلد ويزيد من فرص الإصاق بالالتهابات والتسلخات في الطقس الحار.
للحماية الخارجية، يؤكد الدكتور الناظر على ضرورة استخدام كريم واقٍ من الشمس ذي عامل حماية مناسب على جميع المناطق المكشوفة من الجلد قبل الخروج. يجب تكرار وضع الواقي كل ساعتين، خاصة بعد التعرق الشديد أو السباحة، لضمان استمرارية الحماية ضد أشعة الشمس الضارة ومنع حروق الشمس.
للحفاظ على نظافة الجسم وتبريده، ينصح الدكتور هاني الناظر بالاستحمام اليومي بالماء الفاتر. في حالات التعرق الشديد، يمكن تكرار الاستحمام مرتين في اليوم للتخلص من الأملاح والعرق المتراكم على الجلد، مما يساعد على الشعور بالانتعاش ويقلل من فرص ظهور الالتهابات الجلدية.
التغذية والترطيب: كيف تتعامل مع الطقس الحار بفعالية؟
في سياق متصل بتبريد الجسم، يرى الدكتور الناظر أن استخدام المراوح لتجديد الهواء داخل المنازل أفضل من الاعتماد الكلي على أجهزة التكييف وحدها. فبينما توفر المكيفات برودة فورية، قد تسبب جفاف الجلد على المدى الطويل، بينما تساهم المراوح في توزيع الهواء وتجديده بشكل صحي أكثر.
للتعامل الأمثل مع الطقس شديد الحرارة، يدعو الدكتور هاني الناظر إلى تقليل تناول الأطعمة الدسمة والمقلية التي تزيد من عبء الجهاز الهضمي وترفع حرارة الجسم. يفضل استبدالها بالخضراوات الطازجة والفواكه الغنية بالماء والألياف، والتي تساهم في ترطيب الجسم وتزويده بالفيتامينات والمعادن الأساسية دون عناء.
للوقاية من التسلخات الجلدية، خاصة لدى الأطفال وكبار السن، ينصح الدكتور الناظر باستخدام بودرة التلك أو الكريمات المخصصة والمقاومة للتسلخات. يجب تطبيقها بشكل خاص على مناطق الاحتكاك في الجسم، مما يساعد على امتصاص الرطوبة الزائدة ويقلل من التهيج والالتهاب الناتج عن التعرق والاحتكاك المستمر.