تجديد ثقافي.. الكابالا يعيد إحياء فن الحكي في معرض الفيوم للكتاب

في أجواء ثقافية دافئة، أعاد الحكّاء والمخرج المسرحي محمد عبد الفتاح كابالا فن الحكي إلى الواجهة ضمن فعاليات معرض الفيوم للكتاب. نجح كابالا بأسلوبه المحبب في أسر قلوب الأطفال، واصطحبهم في رحلة داخل عوالم القصص الشعبية، مؤكدًا على القيمة التربوية والجمالية لهذا الفن الأصيل.

إحياء فن الحكي للأطفال

شهد معرض الفيوم للكتاب تفاعلاً كبيراً مع فعالية الحكّاء محمد عبد الفتاح كابالا، الذي نجح في إعادة فن الحكي إلى مكانته المستحقة. استخدم كابالا أسلوباً سلساً ومحبباً، جاذباً قلوب الأطفال وعيونهم بابتسامته الدافئة وسؤاله البسيط عن أسمائهم، مما خلق مناخاً حميمياً مليئاً بالضحكات والخيال.

اصطحب كابالا الأطفال في رحلة شيقة داخل عوالم القصص الشعبية، مستخدماً خبرته الطويلة ومخزونه الغني في فنون الحكي. لم تكن الجلسة مجرد تسلية، بل كانت لحظات تعليمية غنية أعادت تعريف العلاقة بين الطفل والحكاية، وفتحت آفاقاً واسعة لخيالهم في زمن نحتاج فيه لمن يذكرنا بقوة الحواديت.

اقرأ أيضًا: يا خبر بفلوس.. رسالة جندي مصري من حرب الاستنزاف عام 71 تفجر جدلاً واسعاً على السوشيال ميديا

أكد كابالا خلال الفعالية على أن الحكي ليس مجرد وسيلة ترفيهية، بل هو جزء أصيل من تراثنا الثقافي الشعبي يستحق أن نعيد له مكانته. شدد على القيمة التربوية والجمالية العالية التي يحملها فن الحكي، واصفاً تجربة الحكي بأنها “مغامرة تستحق أن تُخاض بكل وعي وشغف”.

مسيرة كابالا: ريادة في فنون الحكي والمسرح

يُعد محمد عبد الفتاح كابالا من أبرز رموز الحكي وفنونه في مصر، حيث يشغل منصب المدير الفني لملتقى القاهرة الدولي للحكي 2025. أسس كابالا مشروع “بيت الحواديت” عام 2007، والذي تحول إلى منصة رئيسية لتقديم الحكي عبر ورش فنية وعروض ميدانية متنوعة.

شارك في عروض “بيت الحواديت” هواة وجمهور واسع، بما في ذلك عروض مخصصة للنساء وأخرى ناقشت قضايا مجتمعية مهمة مثل العنف ضد المرأة. نجح المشروع في ترسيخ أهمية فن الحكي كأداة للتعبير والتوعية، بالإضافة إلى كونه وسيلة للترفيه والتثقيف.

اقرأ أيضًا: الأسطورة.. عمرو دياب يحيي سهرة غنائية ضخمة بمهرجان العلمين الجديدة 1 أغسطس

كابالا ليس فقط حكاءً متميزاً، بل هو مخرج مسرحي ومدرب تمثيل بخبرة تزيد عن عقدين. أسس مجموعة “حالة المسرحية” عام 2000، وأخرج أكثر من 30 عرضًا مسرحيًا تنوعت بين مسرح الشارع والعروض الارتجالية والمسرح المستقل، من أبرزها “كستور”، و”فيتامينات”، و”عصافير جنة”.

تولى كابالا إدارة مهرجانات مستقلة مثل مهرجان القاهرة للسينما المستقلة وأفلام الموبايل، وشارك في تأسيس مسرح “روابط”. ساهم أيضاً في إطلاق مبادرة “الفن ميدان”، مما يؤكد على دوره الفاعل في دعم الحركة الفنية المستقلة وتوسيع نطاق تأثير الفنون في المجتمع.

تأثير إعلامي وثقافي واسع

لم يقتصر نشاط محمد عبد الفتاح كابالا على المسرح وفن الحكي المباشر، بل خاض تجربة رائدة في مجال الإعلام لتقديم فن الحكي. قدم برنامج “بيت الحواديت” على قناة التحرير، مما ساعد على وصول فن الحكي إلى جمهور أوسع عبر شاشة التلفزيون.

كتب كابالا برامج حكي تعليمية لقناة “مدرستنا”، مستغلاً قدرته على صياغة القصص لخدمة الأهداف التعليمية. صور أيضاً موسمًا كاملاً بعنوان “حواديت كالا” لقناة DMC مسرح، مما عزز حضوره الإعلامي وساهم في نشر فن الحكي في مختلف البيوت المصرية.

جسدت حكايات كابالا في معرض الفيوم للكتاب لحظات استثنائية أعادت تعريف العلاقة بين الطفل والحكاية، وبين الخيال والواقع. تؤكد هذه الفعاليات على الدور الحيوي لفن الحكي في تشكيل الوعي وإثراء الروح، وتذكرنا بقدرة “الحدوتة” على صناعة الدهشة في عالمنا المعاصر.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *