تراثنا ينبض.. “مصر تتحدث عن نفسها” تنطلق بالشرقية بغناء شعبي وحكي وأراجوز في أولى فعالياتها

تتواصل فعاليات مبادرة “مصر تتحدث عن نفسها” بوزارة الثقافة، حيث شهد قصر ثقافة الزقازيق انطلاق محور “تراثك ميراثك” لشهر يوليو. بدأت الأنشطة بورش فنية متنوعة في الخزف والفنون الشعبية وعروض الأراجوز والموسيقى، بهدف إبراز التراث المصري الغني وتعريف الأجيال الجديدة بقيمته وأهمية الحفاظ عليه عبر سلسلة من الفعاليات الثقافية المتجددة في الشرقية.

انطلاق فعاليات “تراثك ميراثك” في الزقازيق

بدأت الفعاليات بورشة فنية في فن الخزف التقليدي قدمتها الفنانة مي محمد. تناولت الورشة شرحًا مبسطًا لخامات الطين الأسواني، مستعرضة تاريخه الفني واستخداماته التراثية. قدمت الفنانة رسومات مبسطة للأطفال لإنتاج أوان وأشكال فخارية مميزة، معززةً الحس الإبداعي لديهم.

تلتها ورشة فنية أخرى نفذتها الفنانة زينب عطية، ركزت على إبراز ملامح القرية المصرية الأصيلة. تضمنت الورشة أيضًا رسومات تعبيرية تعكس ذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة، وربط الفن بالأحداث الوطنية المهمة.

اقرأ أيضًا: غير قواعد اللعبة.. هونور Honor GT يُنهي هيمنة الكوري والأمريكي بمعالج خارق وشحن 100 واط

شهدت الساحة الخارجية لقصر ثقافة الزقازيق تقديم عرض فني مميز لفرقة الشرقية للأراجوز. دارت فقرات العرض حول التراث الشعبي والفني لمحافظة الشرقية، مؤكدة أهمية تعريف الأطفال بقيمة التراث. سلط العرض الضوء على كيفية الحفاظ عليه وتوريثه للأجيال القادمة عبر الأنشطة الثقافية التفاعلية.

أكد المشاركون في الفعاليات أن محافظة الشرقية تتميز بتراث ثقافي غني ومتنوع بشكل فريد. يتجلى هذا التنوع في الآثار المصرية القديمة والإسلامية والقبطية، بالإضافة إلى الحرف اليدوية العريقة. تشمل هذه الحرف الخزف، الخيامية، صناعة الجريد، البردي، والخوص، مما يعكس عمق تاريخ المنطقة.

تضمن برنامج الفعاليات، تحت إشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، عرضًا فنيًا مبهجًا لفرقة الشرقية للموسيقى والغناء الشعبي. قادت الفرقة الفنان صبري رفاعي، وقدمت مجموعة من الأغاني الشعبية الأصيلة التي تفاعل معها الجمهور بحماس. من أبرز الأغاني التي قدمتها الفرقة: “إحنا أولاد الشرقية”، “خلي بالك”، “رايحة فين يا حاجة”، “مناش خيالي”، “بياع الشربات”، “اللي اشتراني”، و”مصر يا غالية”.

اقرأ أيضًا: بدون تقطيع.. موعد عرض الحلقة 50 من مسلسل السلطان محمد الفاتح الموسم الثالث عبر تردد قناة ATV التركية بجودة فائقة

برنامج يوليو الثقافي يمتد عبر مدن الشرقية

توسعًا في فعاليات المبادرة، نظم قصر ثقافة الحسينية ورشة حكي قيمة بعنوان “آثار تل فرعون وصان الحجر”. أدار الورشة مدرس التاريخ عبد الحكيم عبدون، وتناول خلالها تاريخ وآثار المنطقتين بشكل مبسط وشيق. كما تطرق إلى مراحل الترميم الحديثة وإنشاء كلية الآثار بصان الحجر، مما أضاف بعدًا تعليميًا للفعالية.

تتواصل فعاليات محور يوليو من مبادرة “مصر تتحدث عن نفسها” بعدد من الأنشطة النوعية المخطط لها. تقدم هذه الأنشطة ضمن برنامج إقليم شرق الدلتا الثقافي، بإدارة الكاتب أحمد سامي خاطر، لضمان تغطية ثقافية واسعة.

يقيم قصر ثقافة أبو كبير يوم 7 يوليو معرضًا فنيًا مميزًا بعنوان “صورة وأسطورة”. يهدف المعرض إلى استكشاف العلاقة بين الفن والأسطورة عبر أعمال فنية متنوعة، ويعزز الوعي بالتراث الثقافي المحلي.

في 13 يوليو، يعقد قصر ثقافة ديرب نجم لقاءً أدبيًا مثريًا بعنوان “شباك الذاكرة”. يتمحور اللقاء حول الشاعر الكبير صلاح جاهين، ويستعرض مسيرته الإبداعية وأعماله الأدبية التي أثرت في وجدان المصريين.

أما في 20 يوليو، يستضيف بيت ثقافة القنايات ملتقى “فنون القرية” الذي يعد نقطة التقاء للمواهب المحلية. يضم الملتقى فقرات للحكي الشعبي الأصيل وواحة مخصصة للشعراء، لتبادل التجارب والإبداعات الأدبية والفنية.

محاضرات توعوية تعزز الفكر والوحدة

من ناحية أخرى، وضمن أنشطة فرع ثقافة الشرقية المتنوعة، عقد بيت ثقافة مباشر محاضرة بعنوان “الوعي الفكري والثقافي للشباب”. ألقى المحاضرة الباحث أحمد عبد الباسط، وتناول فيها أهمية تنمية الوعي المجتمعي لدى الشباب بوصفهم قادة المستقبل. ركزت المحاضرة على أثر هذا الوعي في تحقيق التقدم، وتعزيز الوسطية، ومواجهة الفكر المتطرف بكافة أشكاله. كما ناقشت دور الأسرة والدولة المحوري في دعم هذا السياق التوعوي.

قدمت مكتبة ههيا الثقافية محاضرة هادفة بعنوان “الوحدة العربية ولم الشمل”، لتعزيز الروابط القومية. ألقاها مجدي محمود، الأخصائي الاجتماعي، وتطرق فيها إلى فكرة الوحدة العربية كحلم تاريخي يراود قطاعات واسعة من المفكرين والمواطنين العرب. سلطت المحاضرة الضوء على أهمية هذه الوحدة في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية الراهنة التي تواجه الأمة العربية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *