تهديدات ترامب للهند.. هل تعيد رسم خارطة تجارة النفط العالمية؟

حذرت لوري هايتيان، مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من تداعيات تهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للهند بشأن استيراد النفط الروسي، مشيرة إلى احتمال حدوث تحولات جذرية في أسواق الطاقة العالمية. وتوقعت خسائر للهند تصل إلى 10 مليارات دولار في حال تخلت عن النفط الروسي المخفض. وأكدت أن قرارات ترامب تُزيد من غموض أسواق الطاقة وتُصعّب التنبؤ بأسعار النفط.

تهديدات ترامب تُزعزع استقرار أسواق الطاقة

أوضحت هايتيان خلال مداخلة تلفزيونية على قناة “الشرق بلومبرج” أن الهند تعتمد بشكل كبير على النفط الروسي ذي السعر المنخفض. وقدّرت الخسائر المحتملة للهند بنحو 10 مليارات دولار إذا اضطرت للبحث عن موردين بديلين. وأكدت أن الحكومة الهندية شددت مرارًا على صعوبة الاستغناء عن النفط الروسي لدوره المحوري في دعم اقتصادها الوطني.

الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC) يزيد التوتر

أشارت هايتيان إلى أن التوتر بين الولايات المتحدة والهند يتزامن مع مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC) الذي ترعاه واشنطن، مما يُعقّد المشهد السياسي والاقتصادي بين البلدين. يُضيف هذا التوتر بعدًا جديدًا للعلاقات الأمريكية الهندية، خاصة في ظل التهديدات المتعلقة باستيراد النفط الروسي.

مستقبل أسواق النفط العالمية في ظل الضغوط

تطرقت هايتيان إلى احتمالية تحول الهند إلى موردين آخرين للنفط، خاصة الصين، في ظل هذه الضغوط. لكنها أشارت إلى أن الصين أيضًا تواجه ضغوطًا أمريكية، وإن كانت طبيعة الصراع الأمريكي الصيني مختلفة وأكثر تعقيدًا. وأكدت أن أسواق النفط العالمية أصبحت أكثر مرونة وقدرة على التأقلم مع العقوبات، وهو ما يفسر عدم ارتفاع أسعار النفط بشكل حاد رغم استمرار الضغوط.

تأثير قرارات ترامب على أسعار النفط

اختتمت هايتيان حديثها بالتأكيد على أن قرارات ترامب غير المتوقعة تزيد من صعوبة التنبؤ باتجاهات أسواق الطاقة، مما يُصعّب توقع أسعار النفط على المدى القريب. وتُسهم هذه القرارات في خلق حالة من عدم اليقين في سوق الطاقة العالمي.