الموت على الباب.. نقص الوقود يهدد أكبر مستشفيات غزة بتحولها لمقبرة للأحياء

يواجه أكبر مركز طبي في قطاع غزة، مستشفى الشفاء، خطر الغرق في الظلام بشكل كامل وقريب جداً، بسبب النقص الحاد في إمدادات الوقود. يحذر الأطباء من أن هذا الوضع قد يؤدي إلى شلل تام في المستشفى، وذلك مع استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية في المنطقة.

مستشفى الشفاء: بين الحياة والموت بسبب نقص الوقود

في الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبحث مصير الرهائن الإسرائيليين مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن، ارتفعت أصوات التحذير داخل مستشفى الشفاء من خطر وشيك يهدد حياة المرضى. وصف منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، لوكالة “رويترز” هذه التهديدات بأنها “ليست قذيفة ولا صاروخاً، بل حصار يمنع دخول الوقود، ليحرم هؤلاء من حقهم في العلاج، ويحوِّل المستشفى إلى مقبرة صامتة”. وأضاف أن “في قلب مدينة غزة، حيث ينهش الموت كل شيء، يشهد مستشفى الشفاء، الذي يعد الأكبر في القطاع، ساعات فاصلة بين الحياة والموت”.

تأثير الحرب والحصار على المستشفيات في غزة

لقد أثرت الغارات الجوية الإسرائيلية والقصف المتواصل بشدة على المرافق الصحية في قطاع غزة، وهو شريط ساحلي خضع لحصار إسرائيلي طويل الأمد حتى قبل اندلاع الحرب الأخيرة مع حركة “حماس” في السابع من أكتوبر 2023. يتهم الفلسطينيون والعاملون في المجال الطبي الجيش الإسرائيلي باستهداف المستشفيات، وهي اتهامات تنفيها إسرائيل بدورها. في المقابل، تتهم إسرائيل حركة “حماس” باستخدام المنشآت الطبية كمراكز قيادة، وهو ما تنفيه الحركة أيضاً. ولكن الثمن الأكبر يدفعه المرضى الذين هم في أمس الحاجة إلى الرعاية الطبية، فضلاً عن الغذاء والماء.

اقرأ أيضًا: على الجاهز.. منحة البطالة في الجزائر 2025.. دعم مالي سيغير حياتك للأفضل

منظمة الصحة العالمية تحذر من انهيار القطاع الصحي في غزة

أفادت منظمة الصحة العالمية بتسجيل أكثر من 600 هجوم على المنشآت الصحية منذ بداية الصراع، دون أن تحدد الجهة المسؤولة عن هذه الهجمات. ووصفت المنظمة الوضع الصحي في غزة بأنه “يعاني من الانهيار”، مشيرة إلى نقص الوقود والإمدادات الطبية الحاد، وتدفق أعداد كبيرة ومتكررة من الضحايا. ووفقاً لتقارير المنظمة التابعة للأمم المتحدة، فإن نصف المستشفيات العامة في غزة، والبالغ عددها 36 مستشفى، تعمل بشكل جزئي فقط.

كارثة إنسانية تلوح في الأفق: أزمة الوقود وتهديد المياه

حذر الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مستشفى الشفاء، من كارثة إنسانية وشيكة سببها أزمة الوقود. هذه الأزمة لا تهدد فقط عمل المستشفى بشكل مباشر، بل أيضاً محطات تحلية المياه وشبكة توزيع المياه، مما ينذر بتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل خطير. واتهم أبو سلمية إسرائيل بتزويد مستشفيات غزة بالوقود بشكل متقطع وغير كافٍ. وحتى الآن، لم تصدر وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (COGAT)، وهي وكالة إسرائيلية مسؤولة عن تنسيق المساعدات، أي رد على طلب للتعليق بخصوص نقص الوقود في المرافق الطبية بغزة والمخاطر التي يتعرض لها المرضى.

اقرأ أيضًا: منح المدارس صلاحيات كاملة لإدارة وتحسين التعليم والتعلم

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *