صدمة.. أزمة الرقائق تهوي بأرباح سامسونغ وتهز عملاق التكنولوجيا الكوري

كشفت شركة سامسونغ للالكترونيات عن توقعات مالية غير مبشرة، اذ اشارت الى تراجع حاد في ارباحها التشغيلية للربع الثاني من العام. هذا الانخفاض الذي قد يصل الى 56 بالمئة يثير تساؤلات حول اداء عملاق التكنولوجيا الكوري الجنوبي في ظل تحديات السوق الراهنة، ويضع الشركة في موقف صعب امام منافسيها الذين يستفيدون من طفرة قطاع الذكاء الاصطناعي.

تراجع الارباح وتوقعات السوق

الشركة، التي تعد من ابرز الشركات في صناعة رقائق الذاكرة عالميا، قدرت ارباحها التشغيلية للربع الممتد من ابريل حتى يونيو بنحو 4.6 تريليون وون كوري، اي ما يعادل 3.3 مليار دولار امريكي. هذا الرقم يمثل ادنى مستوى اداء للشركة خلال ستة ارباع متتالية، متجاوزا التوقعات السلبية التي اشارت الى 6.3 تريليون وون وفقا لتحليلات LSEG SmartE. في المقابل، بقيت مبيعات سامسونغ مستقرة نسبيا عند 74 تريليون وون.

تداعيات القيود الامريكية على قطاع الرقائق

القسم المسؤول عن حلول الاجهزة في سامسونغ، والذي يشمل انتاج الرقائق، عانى من تراجع في الارباح الفصلية. هذا التدهور يعزى الى عوامل عدة، ابرزها تعديلات في قيمة المخزون، بالاضافة الى تداعيات القيود الامريكية المفروضة على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة الى السوق الصيني. سامسونغ اكدت ان هذه القيود كان لها اثر سلبي مباشر على اعمال الرقائق لديها.

اقرأ أيضًا: رسمياً.. ترقية رقمية كبرى لجهاز PS5 Pro قادمة عام 2026

تحديات سامسونغ في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي

التوقعات الراهنة تزيد من حدة القلق حول مدى تاخر سامسونغ في توفير احدث انواع رقائق الذاكرة عالية النطاق HBM3E لشركة انفيديا، اللاعب الابرز في قطاع الذكاء الاصطناعي. بالرغم من شروع سامسونغ مؤخرا في تزويد شركات مثل ايه ام دي وبرودكوم برقائق HBM3E، الا انها لم تحصل بعد على موافقة انفيديا بشان اداء هذه المنتجات. هذا الفشل في الحصول على اعتماد انفيديا يضع سامسونغ في موقع تنافسي ضعيف.

اداء المنافسين وسوق الاسهم

في المقابل، يشهد المنافسون مثل اس كي هاينكس ومايكرون تكنولوجي طلبا متزايدا على هذه الرقائق المتطورة. عدم قدرة سامسونغ على الاستفادة الكاملة من طفرة الذكاء الاصطناعي انعكس على اداء اسهمها، التي لم ترتفع الا بنحو 20 بالمئة هذا العام، ويعزى ذلك جزئيا الى قيمتها المتدنية نسبيا. في المقابل، شهد سهم اس كي هاينكس ارتفاعا لافتا بنسبة تقارب 60 بالمئة. في يوم الثلاثاء الماضي، تراجعت اسهم سامسونغ بنسبة 0.6 بالمئة فور انتشار الخبر، بينما ارتفع سهم اس كي هاينكس بنسبة 3.3 بالمئة في تداولات الصباح. كذلك، سجلت سامسونغ في يونيو الماضي ادنى حصة لها في مؤشر كوسبي الرئيسي للاسهم في كوريا الجنوبية منذ تسع سنوات. الشهر الماضي، توقعت مايكرون ايرادات فصلية تفوق التوقعات، مدعومة بالطلب الكبير على رقائق HBM. وفي سياق متصل، من المتوقع ان تعلن اس كي هاينكس، المورد الاساسي لرقائق HBM لانفيديا، عن ارباح ربع سنوية غير مسبوقة.

خسائر قطاع الرقائق والتوقعات المستقبلية

في تصريح لها، ذكرت سامسونغ ان رقائق HBM المحسنة تخضع حاليا لتقييمات من قبل عملائها، وان عمليات الشحن قد بدات، دون الافصاح عن هوية هؤلاء العملاء. يقدر محللون ان سامسونغ تكبدت خسائر في قطاع الرقائق تتجاوز 4 تريليونات وون خلال النصف الاول من العام. يعود هذا الى عدم قدرة الشركة على جذب كبار العملاء في مجال التصنيع التعاقدي، وذلك بسبب ضعف العائدات واتساع الفجوة التقنية مع شركة تي اس ام سي، الرائدة عالميا في هذا القطاع. ومع ذلك، توقعت الشركة تقليص خسائرها التشغيلية في النصف الثاني من العام، مع توقع انتعاش تدريجي في الطلب. وفقا لمحللين في شركة دي اس للاستثمار والاوراق المالية، يبقى العامل الاهم هو مدى قدرة سامسونغ على توفير رقائق HBM لانفيديا، بالاضافة الى انتعاش الطلب العام على الرقائق. يرجح هؤلاء المحللون ان ارباح سامسونغ ستشهد انتعاشا ملحوظا في الربع الثالث، بعد بلوغها ادنى مستوياتها في الربع الثاني.

اقرأ أيضًا: أرقام رسمية.. الحكومة تكشف نمو الاقتصاد المصري 4.77% خلال الربع الثالث من العام المالي

تحديات اوسع تؤثر على اداء سامسونغ

في سياق متصل، كانت المجموعة قد كشفت في وقت سابق من هذا العام ان قيمة صادراتها الى الصين قد سجلت قفزة بنسبة 54 بالمئة بين عامي 2023 و 2024، مدفوعة بتسارع الشركات الصينية لتامين مخزونات من رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة لمواجهة ضوابط التصدير الامريكية المشددة. لا تتوقف التحديات عند هذا الحد، فالرسوم الجمركية الامريكية تؤثر سلبا ايضا على مبيعات تلفزيونات سامسونغ و اجهزتها المنزلية الاخرى. كما ان ارتفاع قيمة الوون الكوري، الذي سجل ارتفاعا بنحو 7 بالمئة امام الدولار هذا العام، يلقي بظلاله على القدرة التنافسية للشركة على مستوى الاسعار في الاسواق العالمية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *