وصف السفير الفرنسي بالقاهرة، إيريك شوفالييه، العلاقات بين بلاده ومصر بأنها “وثيقة وقوية”، مؤكدًا توافق الرؤى حيال الأزمات الإقليمية. أسفرت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة عن توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية هامة، رفعت مستوى التعاون بين البلدين في قطاعات حيوية كالتعليم والصحة والرياضة والاقتصاد، مع تعهد فرنسي بدعم استقرار القاهرة.
تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وباريس
أكد السفير إيريك شوفالييه على عمق الروابط التي تجمع القاهرة وباريس، مستعرضًا نتائج الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر. عكست الزيارة، التي جاءت بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، متانة العلاقات بين البلدين، وظهر ذلك جليًا في اللقاءات والمباحثات رفيعة المستوى التي جمعت الرئيسين.
شهدت الزيارة التاريخية توقيع الرئيسين على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وهي خطوة محورية تهدف إلى ترفيع مستوى العلاقات الثنائية إلى آفاق أوسع. يؤكد هذا التوقيع على قوة الروابط القائمة، ويرسم في الوقت نفسه خارطة طريق لمستقبل التعاون، مانحًا هذه العلاقة أولوية قصوى.
اعتبر السفير الفرنسي أن زيارة الرئيس ماكرون لمصر كانت مثمرة للغاية، وأثارت مشاعر إيجابية كبيرة بين المصريين، مما يعكس عمق التقدير المتبادل. تمثل الاتفاقية الموقعة إطارًا استراتيجيًا يوجه التعاون المستقبلي، ويضمن تحقيق أقصى استفادة من هذه الشراكة المهمة لكلا البلدين.
آفاق التعاون في مجالات الصحة والتعليم والرياضة
تضمنت نتائج الزيارة توقيع عدد كبير من الاتفاقيات الثنائية التي شملت قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم والبحث العلمي والرياضة. من أبرز هذه الاتفاقيات، اتفاق إنشاء فرع لمعهد “جوستاف روسيه” لعلاج الأورام في مصر، والذي يعد من المؤسسات العالمية الرائدة في هذا التخصص الدقيق.
شهد التعاون التعليمي دفعة قوية وملحوظة، حيث تم توقيع أربعين اتفاقية بين الجامعات ومراكز الأبحاث الفرنسية والمصرية. غطت هذه الاتفاقيات مجالات متنوعة وذات أهمية استراتيجية، منها الطب والهندسة والذكاء الاصطناعي والعمارة، مما يعزز التبادل الأكاديمي والبحثي بين الجانبين.
بالإضافة إلى ذلك، تضمنت خطة التعاون التعليمي مبادرة طموحة لزيادة عدد المدارس الفرانكفونية في مصر من تسع وستين مدرسة حاليًا إلى مائة مدرسة خلال الأعوام القليلة القادمة. هذا التوسع يعكس التزامًا مشتركًا بنشر اللغة والثقافة الفرنسية وتعزيز التعليم ثنائي اللغة في مصر.
في المجال الرياضي، أعلن السفير شوفالييه عن توقيع اتفاقية شراكة بين الاتحادين المصري والفرنسي لكرة القدم. تهدف هذه الاتفاقية إلى تطوير اللعبة في مصر، مع التركيز بشكل خاص على كرة القدم النسائية للفتيات تحت سن العشرين، مما يدعم المساواة في الفرص والحقوق بين الجنسين في البلاد.
فرنسا تدعم استقرار وازدهار الاقتصاد المصري
أكد السفير إيريك شوفالييه أن الشركات الفرنسية عازمة على مواصلة التوسع في السوق المصري، مما يسهم بشكل مباشر في خلق فرص عمل جديدة للشباب المصري. يسهم هذا التوسع أيضًا في زيادة الصادرات المصرية المتنوعة، وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني من خلال توفير العملة الصعبة اللازمة للتنمية.
وحول الدور الفرنسي الفعال في موافقة الاتحاد الأوروبي مؤخرًا على صرف الشريحة الثانية من الدعم المالي لمصر، أوضح السفير أن بلاده تدعم مصر بقوة داخل أروقة الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. ترى فرنسا أن استقرار ورخاء مصر يمثل أهمية قصوى ليس فقط للمصريين والمنطقة، بل لفرنسا أيضًا كجار مهم في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
أشار السفير الفرنسي إلى أن بلاده مستعدة ومصممة على تقديم كافة أشكال الدعم لمصر، سواء كان ذلك على المستوى الثنائي المباشر، أو من خلال المنصات الأوروبية، أو عبر آليات التعاون متعدد الأطراف. هذا يؤكد الالتزام الفرنسي الراسخ بدعم جهود مصر نحو تحقيق التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي الشامل.
أفاد السفير بأن القرارات النهائية المتعلقة بالدعم المالي تتخذها كل من مؤسسات الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي بشكل مستقل. ومع ذلك، قدمت فرنسا مساندة قوية وفعالة لمصر في هذا الصدد، مؤكدة على إيمانها بقدرة الاقتصاد المصري على التعافي والنمو.