سيطر الحزن على الأوساط الفنية ومحبي المهرجانات الشعبية بوفاة المطرب الشاب أحمد عامر، صباح الثلاثاء 2 يوليو، إثر أزمة صحية مفاجئة. تزايدت التساؤلات حول ظاهرة الموت المفاجئ بين الشباب، لتكشف الدكتورة أمل محمد، استشارية القلب والأوعية الدموية، عن تفاصيل خطيرة وعلامات تحذيرية قد تكون قاتلة، مؤكدة على أهمية الوعي والوقاية.
ما هو الموت المفاجئ؟ أسبابه الخفية لدى الشباب
الموت المفاجئ ليس قدرًا محتومًا فقط، بل هو ظاهرة لها أسباب طبية يمكن التعرف عليها والتعامل معها. توضح استشارية القلب الدكتورة أمل محمد أن غالبية حالات الموت المفاجئ بين الشباب تنجم عن مشكلات قلبية لم يتم اكتشافها سابقًا، خاصة العيوب الخلقية التي قد تظل كامنة لسنوات طويلة دون ظهور أعراض واضحة تشير إلى وجودها.
تشمل هذه العيوب الخلقية اضطرابات في تكوين عضلة القلب أو خلل في صمامات القلب، مما يؤدي إلى عدم انتظام في ضربات القلب أو تدفق الدم الطبيعي. غالبًا ما تكون هذه الحالات وراثية، وتنتقل داخل العائلات من جيل إلى جيل، مما يزيد من صعوبة تشخيصها مبكرًا إذا لم يكن هناك فحص دوري أو تاريخ عائلي معروف لهذه الأمراض.
علامات إنذار مبكرة لا يجب تجاهلها لحماية شبابنا
تؤكد الدكتورة أمل محمد على ضرورة عدم إهمال بعض الأعراض التي قد تبدو بسيطة لكنها تعد جرس إنذار هام لخطر محتمل على القلب. هذه العلامات تتطلب انتباهًا فوريًا واستشارة طبية عاجلة، خاصة لدى الشباب الذين قد يعتقدون أنهم بمنأى عن أمراض القلب بسبب صغر سنهم ونشاطهم البدني المعتاد في هذه المرحلة العمرية.
تشمل أبرز هذه العلامات خفقانًا مفاجئًا في القلب أو عدم انتظام في ضرباته دون سبب واضح. بالإضافة إلى ذلك، قد تظهر آلام في الصدر عند بذل أي مجهود بدني أو حتى أثناء الراحة التامة. ومن العلامات الخطيرة أيضًا فقدان الوعي المفاجئ وغير المبرر، أو الشعور بضيق في التنفس وتعب غير مبرر لا يتناسب مع المجهود المبذول. وجود تاريخ وراثي لحالات وفاة مفاجئة أو أمراض قلبية ضمن العائلة يعد من العوامل التي ترفع مستوى القلق وتستدعي الفحص الدوري للشباب.
خطوات عملية للوقاية من مخاطر أمراض القلب المفاجئة
تقدم استشارية القلب والأوعية الدموية مجموعة من النصائح الذهبية والعملية التي يمكن أن تساهم بشكل كبير في حماية الشباب من خطر الموت المفاجئ. تبدأ هذه النصائح بأهمية إجراء الفحص الدوري للقلب، وهو أمر حيوي بشكل خاص إذا كان هناك تاريخ وراثي لأمراض القلب أو وفيات مفاجئة في العائلة، أو في حال ظهور أي أعراض غير معتادة تستدعي الاهتمام الفوري.
بالإضافة إلى ذلك، يجب الابتعاد عن التدخين بجميع أشكاله وكذلك تجنب المنشطات، بما في ذلك مشروبات الطاقة التي يمكن أن تزيد من اضطراب ضربات القلب وتجهد العضلة. السيطرة على الضغوط النفسية والتوتر العصبي تعد عاملًا حاسمًا؛ يمكن تحقيق ذلك من خلال النوم الجيد، ممارسة الرياضة بانتظام، وتمارين الاسترخاء مثل اليوجا أو التأمل. كما تنصح الدكتورة أمل بمعالجة أي عدوى مزمنة وعدم التهاون بها، والاهتمام بنظام غذائي صحي ومتوازن لتجنب الدهون المشبعة التي تضر بالقلب على المدى الطويل.
سرعة التدخل تنجي الأرواح
تؤكد الدكتورة أمل محمد أن سرعة التدخل الطبي في الدقائق الأولى هي الفارق الحاسم بين الحياة والموت عند التعرض لسكتة قلبية مفاجئة. إن الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) واستخدام جهاز الصدمات الكهربائية (AED) يمكن أن يعيدا القلب للعمل بشكل فعال إذا تم تطبيقها فورًا بعد الانهيار.
وشددت استشارية القلب على ضرورة نشر الوعي المجتمعي بأهمية الإسعافات الأولية والتدريب على الإنعاش القلبي الرئوي. فمعظم حالات الوفاة نتيجة السكتة القلبية تحدث قبل وصول المصاب إلى المستشفى، وذلك غالبًا بسبب عدم معرفة من حوله بما يجب فعله لإنقاذه. لذلك، يبقى الفحص الدوري للقلب وتجنب الضغط العصبي والتوتر، خاصة بوجود تاريخ عائلي، مفتاح النجاة.