تحول.. زعيم حزب العمال الكردستاني يعلن وقف الكفاح المسلح ويدعو لانتقال ديمقراطي

أعلن عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل، طي صفحة الكفاح المسلح المستمر منذ أربعة عقود ضد تركيا. دعا أوجلان، في رسالة مصورة حديثة، إلى تحول كامل نحو السياسات الديمقراطية وسيادة القانون. هذه الخطوة المحورية، التي تلي إعلان الحزب حل نفسه وبدء تسليم الأسلحة، تمثل منعطفاً تاريخياً نحو سلام دائم في المنطقة.

دعوة أوجلان لتحول ديمقراطي

دعا عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني، في رسالة مصورة نُشرت الأربعاء، إلى إنهاء الكفاح المسلح بشكل طوعي والتوجه نحو العمل السياسي القانوني. تعود هذه الرسالة إلى تسجيل جرى في يونيو الماضي، وتشدد على ضرورة الانتقال السريع والعملي نحو سلام شامل. أكد أوجلان أن المرحلة الجديدة تتطلب نهجاً مختلفاً تماماً عن السابق.

نشرت وكالة فرات للأنباء تفاصيل رسالة أوجلان، حيث أشار بوضوح إلى أن نزع السلاح “سيتم تحديده بالطرق المناسبة وبخطوات عملية سريعة”. هذا التأكيد يبرز الجدية في الالتزام بالتحول السلمي بعيداً عن العنف الذي وسم تاريخ الحزب لعقود طويلة، مؤكداً بداية عهد جديد في العلاقات.

اقرأ أيضًا: عاجل.. رئيس الوزراء: يؤكد استمرار الدولة فى توفير الوحدات السكنية لمختلف المواطنين

حث أوجلان البرلمان التركي على تشكيل لجنة خاصة للإشراف على عملية نزع السلاح بشكل فعال. تهدف هذه اللجنة المقترحة أيضاً إلى إدارة عملية سلام أوسع نطاقاً، تشمل جميع الأطراف المعنية لضمان انتقال سلس ومستقر نحو حل سياسي دائم وشامل يرضي الجميع.

خطوات حزب العمال الكردستاني نحو السلام

أعلن حزب العمال الكردستاني نهاية أجندته الانفصالية، واصفاً هذا التحول بأنه “فوز تاريخي” و”بادرة حسن نية” يجب البناء عليها لتحقيق سلام دائم في المنطقة. هذا الإعلان يمثل نقطة تحول كبرى في مسار الحزب، ويعكس التزامه بالتوجه نحو حلول سياسية وسلمية للصراع.

يأتي هذا التطور استجابة لدعوة أطلقها مؤسس الحزب وزعيمه التاريخي عبد الله أوجلان في السابع والعشرين من فبراير الماضي، من سجنه في جزيرة إيمرالي قبالة إسطنبول. حضّ أوجلان مقاتليه آنذاك على إلقاء السلاح وحل الحزب، في إشارة واضحة لرغبته في إنهاء الصراع المسلح نهائياً.

اقرأ أيضًا: الموضوع رجع يسخن تاني.. إسرائيل تستهدف منشآت صواريخ حيوية في إيران بموجة ضربات ثانية

أعلن حزب العمال في الثاني عشر من مايو الماضي حل نفسه وإلقاء السلاح، منهياً بذلك أكثر من أربعة عقود من التمرد على الدولة التركية. خلّف هذا الصراع دماراً كبيراً وأودى بحياة ما لا يقل عن خمسة وأربعين ألف شخص، ما يجعل هذه الخطوة ذات أهمية تاريخية كبرى للمنطقة.

مسار نزع السلاح والتحول الدائم

في تطور لاحق، أعلن الحزب في الثالث من يوليو أن مقاتليه المتمركزين في شمال العراق سيبدؤون تسليم أسلحتهم، في خطوة عملية ملموسة ضمن عملية السلام الشاملة. هذه الخطوة تعد مؤشراً قوياً على التزام الحزب بوعوده، وتعزز الثقة في مسار الحل السلمي القائم حالياً.

من المقرر أن تُقام أولى مراسم نزع السلاح هذا الأسبوع في شمال العراق، حيث تتمركز غالبية مقاتلي الحزب منذ سنوات طويلة. هذه المراسم تمثل بداية فعلية لتطبيق ما تم الاتفاق عليه، وتضع حجر الأساس لمرحلة جديدة من الهدوء والاستقرار في المنطقة، بعيداً عن نزاعات الماضي.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *