تنبيه هام.. استشاري تغذية تحذر من خطأ شائع بتخزين اللحوم المتبلة يهدد صحتك

بعد انتهاء عيد الأضحى المبارك، يلجأ الكثيرون إلى تتبيل كميات كبيرة من اللحوم لتسهيل عملية الشواء والولائم المتتالية، ثم تخزينها في الثلاجة أو الفريزر لفترات طويلة. لكن هذا التصرف الشائع، الذي يبدو عمليًا وموفرًا للوقت، قد يحمل في طياته مخاطر صحية غير متوقعة، ويؤثر سلبًا على سلامة الغذاء وقيمته الغذائية.

وكشفت الدكتورة إسراء عطية، استشاري التغذية الإكلينيكية، عن خطأ فادح يقع فيه العديد من الأشخاص دون دراية كاملة بمخاطره المحتملة. يتمثل هذا الخطأ في تخزين اللحوم المتبلة لفترات طويلة تتجاوز الحد الآمن الموصى به، مما يهيئ بيئة مثالية لنمو البكتيريا الضارة وفقدان اللحم لخصائصه الغذائية، وقد يؤدي في بعض الحالات الخطيرة إلى التسمم الغذائي. هذا التحذير يأتي في إطار التوعية بأهمية التعامل السليم مع الأطعمة لضمان سلامة المستهلكين.

المدة الآمنة لحفظ اللحوم المتبلة

تحذر استشاري التغذية من تجاوز المدة الآمنة لتخزين اللحوم المتبلة، مؤكدة على أهمية الالتزام بها لتجنب أي مشكلات صحية محتملة. الوعي بهذه المدة يعتبر خطوة أولى نحو ممارسات غذائية سليمة تحافظ على صحة الأسرة. تجاهل هذه الإرشادات قد يعرض اللحوم للفساد السريع ويجعلها غير صالحة للاستهلاك الآدمي.

اقرأ أيضًا: برلمان الأردن.. وفد مجلس النواب الأردني بجولة في مدينة الإنتاج الإعلامي لتعزيز التعاون الإعلامي

نصحت الدكتورة إسراء عطية بضرورة عدم تخزين اللحوم المتبلة في الثلاجة لأكثر من 48 ساعة كحد أقصى. البقاء لمدة أطول يعرض اللحم لتحلل البروتينات وتلف مكوناته بشكل سريع وواضح، خاصة إذا لم تكن درجة حرارة الثلاجة منخفضة بما يكفي للحفاظ على جودته. هذا التفاعل المستمر يؤدي إلى فقدان اللحم لجودته الأصلية.

أما في حالة الرغبة بتجميد اللحوم المتبلة، فإن المدة الآمنة لا تتجاوز شهراً واحداً كحد أقصى للحفاظ على سلامتها وجودتها. تتفاعل التوابل والمكونات الحمضية الموجودة في التتبيلة مع أنسجة اللحم بمرور الوقت حتى في درجات الحرارة المنخفضة جداً، مما يؤثر سلبًا على جودته ونكهته بعد الطهي. لذا، يجب التقيد بهذه المدة لضمان أفضل النتائج.

لماذا يشكل التتبيل الطويل خطرًا على صحتك؟

يسبب التتبيل الطويل للحوم تكاثر البكتيريا الضارة بشكل سريع وملحوظ، خصوصاً عند وضع اللحم المتبل في رفوف الثلاجة دون تغطية جيدة أو في درجة حرارة غير مثالية. هذه البكتيريا تتغذى على البروتينات والمواد الغذائية الموجودة في اللحم، مما يجعلها تتكاثر بسرعة وتصبح مصدر خطر حقيقي على صحة الإنسان.

اقرأ أيضًا: أضخم كنز اتكشف.. دولة غير متوقعة تعلن اكتشاف أكبر احتياطي لمعدن ثمين بقيمة 6 تريليون دولار.. صدمة للمنافسين.

يؤدي التتبيل المطول إلى إفساد نسيج اللحم نفسه، مما يجعله لزجاً بشكل غير طبيعي أو تظهر عليه رائحة غريبة غير مستساغة تدل على فساده. تغيير القوام والرائحة يعتبران مؤشرين واضحين على أن اللحم قد بدأ في التلف ولم يعد صالحاً للاستهلاك، ويجب التخلص منه فوراً لتجنب أي مخاطر صحية.

تحتوي بعض التتبيلات على مكونات حمضية قوية مثل الخل أو الليمون، وهذه الأحماض تؤدي إلى تكسير البروتينات الموجودة في اللحم بمرور الوقت. هذا التكسير المفرط يُفقد اللحم طراوته الأصلية ويجعله قاسياً أو يتغير قوامه بشكل غير مرغوب فيه، مما يؤثر على تجربة الطهي ومذاق الطبق النهائي.

بالإضافة إلى ذلك، قد تنتج البكتيريا التي تنمو في اللحم المتبل لفترة طويلة سموماً بكتيرية خطيرة لا تزول بسهولة بالطهي العادي أو درجات الحرارة المرتفعة. هذه السموم تعرض الشخص بشكل مباشر للتسمم الغذائي، الذي يمكن أن يسبب أعراضاً حادة تتراوح بين آلام البطن والإسهال والقيء، وفي بعض الحالات قد يستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً.

نصائح ذهبية لتخزين اللحوم المتبلة بأمان

يفضل أن تتبيل اللحوم قبل الطهي بمدة لا تتجاوز 24 إلى 48 ساعة فقط إذا كانت ستُحفظ في الثلاجة للاستخدام القريب. هذه المدة القصيرة تضمن تغلغل النكهات في اللحم دون إعطاء فرصة كافية لنمو البكتيريا أو بدء عمليات التلف، مما يحافظ على جودة اللحم ونكهته الطازجة.

عند الرغبة في تخزين اللحم لفترة أطول تتجاوز يومين، ينصح بشدة بالاحتفاظ باللحم مجمداً بدون تتبيلة مسبقة. تجميد اللحم وهو غير متبل يوقف نشاط البكتيريا بشكل فعال، وعند فك التجميد قبل الطهي، يمكن تتبيله فوراً للحفاظ على جودته وسلامته.

من المهم جداً تقسيم اللحم إلى كميات مناسبة للطهي قبل البدء في التتبيل أو التجميد. هذا الإجراء يجنب الحاجة إلى فك التجميد وإعادة التجميد المتكرر للكمية كلها، والذي يعتبر من الممارسات الخاطئة التي تؤثر سلباً على جودة اللحم وتزيد من فرص نمو البكتيريا فيه.

استخدمي عبوات محكمة الإغلاق عند تخزين اللحم المتبل أو غير المتبل في الثلاجة أو الفريزر. هذه العبوات تقلل بشكل كبير من تعرض اللحم للهواء والرطوبة، مما يحد من نمو البكتيريا ويمنع انتقال الروائح أو النكهات من وإلى الأطعمة الأخرى المحفوظة في نفس المكان.

راقبي دائمًا رائحة وقوام اللحم بعناية فائقة قبل الشروع في طهيه، حتى لو كان محفوظاً ضمن المدد الآمنة. أي رائحة غريبة، أو ملمس لزج، أو تغير في اللون يعتبر مؤشراً واضحاً على فساد اللحم، ويجب التخلص من أي قطعة لحم تظهر عليها هذه العلامات لتجنب المخاطر الصحية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *