اليوم.. عاشوراء: صيامه سنة نبوية يكفّر ذنوب عام مضى

يوافق يوم السبت الخامس من يوليو لعام 2025 يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من شهر المحرم الذي يحمل مكانة عظيمة في الإسلام. يعتبر صيام هذا اليوم سنة نبوية مؤكدة، يحصل بها المسلم على فضل كبير يتمثل في تكفير ذنوب سنة كاملة مضت. كما تستحب التوسعة على الأهل في هذا اليوم، بينما تحظر الممارسات المخالفة للشرع.

فضل صيام عاشوراء وحكمه الشرعي

يعتبر صيام يوم عاشوراء من السنن المؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويحظى بفضل عظيم عند الله تعالى. كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم هذا اليوم وقد أمر بصيامه، وذلك عندما قدم المدينة ورأى اليهود يصومونه احتفالًا بنجاة موسى وقومه من فرعون. أكد النبي أحقيته بموسى عليه السلام، فصامه وأمر المسلمين بصيامه.

يترتب على صيام يوم عاشوراء فضل تكفير الذنوب للسنة التي سبقته، كما ورد في السنة النبوية الشريفة. فعن أبي قتادة رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يُكفِّر السنة التي قبله”. هذا الفضل العظيم يشجع المسلمين على اغتنام هذا اليوم المبارك بالصيام والتقرب إلى الله.

اقرأ أيضًا: شغل مكن.. موانئ البحر الأحمر تتعامل مع 14 ألف طن بضائع و831 شاحنة

صيام تاسوعاء.. تمييز للسنة وحكمة للتشريع

بالإضافة إلى صيام يوم عاشوراء، تستحب أيضًا صيام يوم تاسوعاء، وهو اليوم التاسع من شهر المحرم. يعود أصل هذه السنة إلى رغبة النبي صلى الله عليه وسلم في مخالفة اليهود والنصارى الذين كانوا يعظمون يوم عاشوراء وحده. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع”، لكنه توفي قبل أن يأتي العام المقبل.

تتجلى الحكمة من صيام تاسوعاء قبل عاشوراء في عدة جوانب مهمة. أولاً، تحقيق مبدأ مخالفة أهل الكتاب وعدم التشبه بهم في اقتصارهم على يوم واحد. ثانياً، وصل يوم عاشوراء بصوم آخر، مما يزيد من الأجر ويؤكد على مكانة هذه الأيام. ثالثاً، يمثل صيام تاسوعاء احتياطًا شرعيًا خشية حدوث خطأ في رؤية الهلال، مما يضمن صيام اليوم العاشر الحقيقي.

مظاهر الاحتفال بعاشوراء.. بين التوسعة المباحة والبدع المذمومة

إلى جانب الصيام، يُستحب التوسعة على الأهل والعيال يوم عاشوراء، وهي سنة ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقد ورد عنه قوله: “من وسّع على أهله يوم عاشوراء، وسّع الله عليه سائر سنته”. تعبر هذه التوسعة عن الفرحة والامتنان لنعم الله، وهي مظهر إيجابي للاحتفال بهذا اليوم المبارك. وقد جربها كثيرون على مر العصور ووجدوا فيها خيراً وبركة.

اقرأ أيضًا: عاجل.. تحرك فى الوقت المناسب.. مواعيد قطارات “القاهرة – الإسكندرية” الأربعاء 28-5-2025

في المقابل، يجب الحذر من بعض المظاهر الاحتفالية التي لم ترد في الشرع وتعتبر بدعة مذمومة. من هذه الممارسات، ما يفعله بعض الشيعة من ضرب الأجساد وإسالة الدم بحجة الحزن على مقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه في هذا اليوم. هذه الأفعال لا تجوز شرعاً وتنافي سماحة الإسلام وتعاليمه، حيث يجب الالتزام بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من سنن وأحكام فقط.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *