يتدهور الوضع النفسي لسائق التريلا المتهم بالتسبب في حادث الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية، والذي أسفر عن مصرع 19 فتاة وإصابة 3 أخريات من قرية السنابسة. يعيش السائق حالة انهيار نفسي حاد منذ وقوع المأساة، فيما بدأت اليوم أولى جلسات محاكمته أمام محكمة جنايات شبين الكوم وسط ترقب وحضور مكثف لأهالي الضحايا الذين يطالبون بالعدالة.
أكد أحمد ياسر، محامي السائق المتهم، أن موكله يعاني من انهيار نفسي حاد ومتواصل منذ اللحظة الأولى للحادث المروع. أضاف ياسر أن السائق لا يتوقف عن البكاء داخل محبسه، ويواجه صدمة نفسية عميقة لم يتمكن من تجاوزها حتى الآن، وهو ما يؤثر بشكل كبير على حالته الصحية والنفسية العامة.
وكشف محامي المتهم أن أسرة السائق كانت تعتزم زيارة أهالي الضحايا لتقديم واجب العزاء والتعبير عن مواساتهم العميقة في هذه الفاجعة الأليمة. ومع ذلك، تراجعت الأسرة عن هذه الخطوة في اللحظات الأخيرة خوفًا من ردود الفعل الغاضبة والمفهومة من قبل ذوي الضحايا، لتجنب أي مواجهة أو خطر محتمل في ظل هذه الظروف العصيبة.
انهيار نفسي حاد لسائق “مأساة المنوفية”
أوضح أحمد ياسر أن فريقه القانوني لم يتقدم بأي طلب لتأجيل الجلسة الافتتاحية للمحاكمة، والتي انعقدت اليوم في محكمة جنايات شبين الكوم برئاسة المستشار إيهاب عصمت. هذه الخطوة تعكس رغبة الدفاع في المضي قدمًا في الإجراءات القانونية دون إبطاء، مع التأكيد على جاهزيتهم لمواجهة الاتهامات الموجهة ضد موكلهم في هذه القضية الحساسة.
شهدت المحاكمة حضورًا أمنيًا مكثفًا وتوافدًا لافتًا من أهالي الضحايا، الذين حرصوا على متابعة وقائع الجلسة الأولى للقضية التي هزت الرأي العام بشدة. عكست هذه الأجواء الاهتمام الكبير بالقضية وضرورة تحقيق العدالة للضحايا وعائلاتهم في هذه المداعيات الأليمة التي تركت جرحًا غائرًا في قلوب الجميع.
تفاصيل جلسة المحاكمة الأولى وحضور أهالي الضحايا
تعود تفاصيل هذه المأساة إلى حادث اصطدام مروع وقع عندما اصطدمت سيارة نقل ثقيل (تريلا) بسيارة ميكروباص كانت تقل فتيات عاملات في طريقهن إلى محطة لتصدير العنب من قرية السنابسة. كانت الفتيات في طريقهن للعمل كعادتهن، لكن رحلتهن تحولت إلى فاجعة غير متوقعة على الطريق الإقليمي.
أسفر هذا الاصطدام الأليم عن مصرع 19 فتاة بريئة بالإضافة إلى سائق الميكروباص، في حادث خلف حزنًا عميقًا وخسارة فادحة لقرية السنابسة بمحافظة المنوفية. كما تسبب الحادث في إصابة 3 فتيات أخريات بجروح متفاوتة الخطورة، ما استدعى نقلهن على الفور لتلقي الرعاية الطبية العاجلة في المستشفيات القريبة.
كان السائق المتهم قد أدلى باعترافات أولية خلال التحقيقات، مشيرًا إلى أنه كان يقود سيارته بسرعة تقدر بحوالي 50 كيلومترًا في الساعة. وقع الحادث المأساوي على الطريق الإقليمي بالقرب من كارتة الخطاطبة، بينما كان المتهم متجهًا بسيارته نحو مدينة بنها، في مسار كان يفترض أن يكون آمنًا وخاليًا من أي مخاطر.
تحقيقات النيابة تكشف قيادة السائق تحت تأثير المخدرات
أكدت تحقيقات النيابة العامة أن المتهم كان يقود السيارة النقل الثقيل عكس الاتجاه، وهو ما يعد مخالفة خطيرة وصارخة لقواعد المرور والسلامة على الطرق. بالإضافة إلى ذلك، كشفت التحقيقات عن قيادة السائق تحت تأثير جوهري الحشيش والميثامفيتامين، وهما من المواد المخدرة التي تؤثر بشكل مباشر على التركيز والقدرة على التحكم في المركبة.
كما تبين أن المتهم كان يقود هذه المركبة الضخمة دون حيازة رخصة قيادة تخوله استخدام هذا النوع من سيارات النقل الثقيل، ما يزيد من خطورة فعلته. اعتبرت النيابة العامة هذه الأفعال مجتمعة “جريمة مروعة” ناجمة عن إهمال صارخ واستهتار تام بأرواح المواطنين الأبرياء، مما يستدعي المساءلة القانونية المشددة والعادلة.