كارثة:.. أوروبا في قبضة الحرارة.. عواصف وفيضانات تضرب إيطاليا وتأجيل رحلات جوية وانسداد أنهار بالأسماك النافقة وحرائق تشتعل

تضرب موجة من التقلبات الجوية القاسية أوروبا، حيث تتوالى موجات الحر الشديدة تليها فيضانات عارمة، مسببة فوضى واسعة النطاق. أدت هذه الظواهر إلى ارتفاع الوفيات، تعطيل الرحلات الجوية، وإجهاد البنية التحتية، بينما تكافح فرق الطوارئ في عدة دول لمواجهة تداعيات الأزمة الحالية.

موجة حر قياسية تضرب القارة

أودت موجة الحر الشديد بحياة العديد من الأشخاص في أنحاء متفرقة من أوروبا، حيث سجلت حالتا وفاة في سردينيا وحالة واحدة في جنوة بإيطاليا. وتتزايد أعداد حالات المرض والإعياء في جميع أنحاء البلاد نتيجة درجات الحرارة المرتفعة للغاية التي تؤثر على الصحة العامة للمواطنين.

تسببت الحرارة القياسية في إذابة الأسفلت وإجهاد شبكة الكهرباء بشكل كبير، مما أدى إلى انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي في مناطق واسعة. كما شكلت هذه الظروف الجوية القاسية ضغطًا هائلاً على قطاع الإنتاج، مما يستدعي اتخاذ تدابير استثنائية لمواجهة التحديات الاقتصادية والتشغيلية.

اقرأ أيضًا: أخيرًا في إيديهم.. عقود عمل وشهادات تدريب رسمية لذوي الهمم بكفر الشيخ

أفادت هيئة التأمين الاجتماعي (INPS) الشركات بإمكانية اللجوء إلى تعويضات تسريح العمال العادية في حال تجاوزت درجات الحرارة 35 درجة مئوية. يهدف هذا الإجراء إلى حماية صحة العمال وسلامتهم، لضمان عدم تعرضهم لمخاطر صحية جراء العمل في ظروف جوية غير ملائمة.

امتدت موجة الحر التي اجتاحت أوروبا شرقًا، مما أدى إلى تفاقم التوترات في احتجاجات الشوارع القائمة في صربيا. كما تسببت هذه الموجة الحارة في تدهور بيئي ملحوظ، حيث عانى نهر ديجي في جمهورية التشيك من انسداد نتيجة نفوق أعداد هائلة من الأسماك.

في ألبانيا، التي لا تزال تعاني من ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، اندلع حريق صيفي روتيني في مكب نفايات بلدي بمدينة إلباسان وسط البلاد. كافح رجال الإطفاء لساعات طويلة للسيطرة على الحريق بعد أن استنفذت درجات الحرارة التي وصلت إلى 41 درجة مئوية قدراتهم.

اقرأ أيضًا: مصر بتحسمها.. السعودية تعلن بدء إصدار تأشيرات العمرة 14 ذو الحجة 1447هـ ومصر تكشف موقفها النهائي.

تصاعدت سحب الدخان السام من المكب في ألبانيا، مما دفع المتظاهرين للتجمع أمام وزارة السياحة والبيئة في العاصمة تيرانا. أعلن المتظاهرون تغيير اسم الوزارة بشكل رمزي إلى “وزارة الدخان والتلوث”، تعبيرًا عن استيائهم من الوضع البيئي المتدهور.

في جمهورية التشيك، ألقي باللوم على التقلبات الشديدة في درجات الحرارة كنتاج رئيسي لنفوق الأسماك على نطاق واسع في نهر ديجي جنوب شرق البلاد. أدت الحرارة المرتفعة إلى زيادة البكتيريا والرواسب الخطرة على الأسماك، مما فاقم من تدهور جودة المياه.

قامت السلطات المحلية في المنطقة القريبة من بلدة بريكلاف بتركيب مضخات لتهوية المياه في نهر ديجي، في محاولة يائسة لإنقاذ ما تبقى من الحياة المائية. ومع ذلك، نفقت حوالي 27 طنًا من الأسماك هذا الأسبوع بسبب حرمانها من الأكسجين في النهر بالقرب من محطة للطاقة الكهرومائية.

فيضانات وأعاصير تجتاح إيطاليا ودول أخرى

بعد موجة حر شديدة، بدأت الفيضانات تجتاح شمال إيطاليا، حيث أصبحت مناطق واسعة من لومبارديا تحت الماء، مما أحدث فوضى كبيرة. تسببت الأمطار الغزيرة والعواصف العاتية في مشاكل عديدة في مدينتي ميلانو وكومو، مؤدية إلى اضطرابات واسعة النطاق في الحياة اليومية والبنية التحتية.

بسبب الظروف الجوية القاسية في شمال إيطاليا، تم تأجيل وتحويل 13 رحلة جوية من مطار ليناتي في لومبارديا إلى مطار أوريو آل سيريو في بيرغامو. أثر هذا التحويل على مئات المسافرين، مسببًا تأخيرات كبيرة في جداول الرحلات الجوية.

في بلدة لينتاتي الإيطالية، تم إجلاء عائلتين من منازلهم بسبب خطر الفيضانات وارتفاع منسوب المياه بشكل مقلق. تواصل السلطات المحلية مراقبة الوضع عن كثب، وتوصي الجمهور بتجنب السفر غير الضروري والبقاء على اطلاع دائم بتطورات الوضع الجوي.

حرائق الغابات تلتهم أوروبا والشرق الأوسط

يواصل رجال الإطفاء في جميع أنحاء أوروبا مكافحة حرائق الغابات المستعرة وسط موجة حر شديدة وجفاف غير مسبوق. اندلعت حرائق واسعة النطاق في ألمانيا واليونان، مما يستدعي جهودًا مكثفة للسيطرة عليها والحد من انتشارها.

يكافح مئات رجال الإطفاء الألمان حرائق في مناطق غابات بولايتي تورينغيا وساكسونيا منذ أيام، بما في ذلك محمية غوريشهايد الطبيعية بالقرب من حدود براندنبورغ. تم نشر حوالي 650 فردًا من فرق الطوارئ، بالإضافة إلى فرق دعم إضافية، وفقًا للسلطات المحلية.

أصدرت السلطات الألمانية تنبيهات عاجلة بشأن الحرائق عبر تطبيقات الهاتف المحمول، محذرة السكان من المخاطر المحتملة. وبينما وصفت السلطات في ساكسونيا الوضع بأنه مستقر نسبيًا، أعلنت سلطات براندنبورغ استعدادها لاحتمال اشتعال الحريق على نطاق أوسع.

أفادت خدمة الإطفاء اليونانية أن رجال الإطفاء أحرزوا تقدمًا ملحوظًا في احتواء حريق غابات اندلع بعد ظهر يوم الجمعة في شرق أتيكا. كانت السلطات قد أمرت سابقًا بإجلاء السكان المجاورين فور ورود بلاغات عن أضرار محتملة في المنازل.

نشر رجال الإطفاء اليونانيون ما يقرب من 120 فردًا، مدعومين بثماني مروحيات وثماني طائرات، لمكافحة الحريق في أتيكا. زادت الرياح القوية والجفاف من خطر اندلاع حرائق الغابات في جميع أنحاء البلاد، مما دفع خدمات الطوارئ إلى رفع مستوى اليقظة والتأهب.

في تركيا، سيطر رجال الإطفاء على عدة حرائق كبيرة في مقاطعة إزمير الغربية بعد جهود مضنية. وقد أدت الرياح القوية إلى اشتعال الحرائق بشكل سريع، مما أسفر عن تدمير العديد من المنازل وإجبار السكان على إخلاء عدة أحياء بعد وصول النيران إلى المناطق السكنية.

وفقًا لهيئة الغابات التركية، عملت فرق الإطفاء الأرضية، مدعومة بالطائرات والمروحيات، بلا كلل لمدة ثلاثة أيام متواصلة لاحتواء الحريق. كما أرسلت تركيا طائرتين و11 شاحنة إطفاء، بالإضافة إلى مركبات دعم، إلى سوريا يوم السبت للمساعدة في جهود مكافحة الحرائق المستعرة هناك.

لا تزال حرائق الغابات الكبيرة مستعرة وتلتهم الغابات الساحلية في سوريا، مدفوعة بالرياح القوية والجفاف الشديد. وقد تعقدت جهود إخماد سلسلة حرائق الغابات بشكل كبير بسبب وجود ذخائر غير منفجرة في المناطق المتضررة، مما يشكل خطرًا إضافيًا على فرق الإطفاء.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *