كشف تقرير طبي حديث عن مجموعة من الأعراض المبكرة التي قد تنذر بالإصابة بسرطان القولون، أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا عالميًا بين الرجال والنساء على حد سواء. غالبًا ما تبدأ هذه الأعراض خفية، وقد يظنها البعض مجرد اضطرابات هضمية عابرة. لكن استمرارها أو تكرارها يستدعي انتباهًا فوريًا واستشارة طبية عاجلة لضمان الكشف المبكر.
علامات مبكرة لسرطان القولون تستدعي الانتباه
لاحظ أي تغير مستمر في حركة الأمعاء الاعتيادية، مثل فترات متواصلة من الإسهال أو الإمساك غير المبرر. كما يشمل ذلك تغيرًا ملحوظًا في شكل البراز أو حجمه، بحيث يصبح أرق أو يختلف قوامه. هذه التغيرات تستدعي المتابعة إذا استمرت لأكثر من بضعة أيام متتالية دون تحسن.
انتبه لظهور أي نزيف شرجي أو وجود دم في البراز، والذي قد يتراوح لونه بين الأحمر الفاتح والداكن جدًا، أو يكون البراز أسود اللون (الدم المهضوم). هذه العلامة تُعد مؤشرًا خطيرًا يستوجب استشارة طبية فورية لتحديد مصدر النزيف وسببه، حتى لو كان بكميات قليلة.
الشعور بألم مستمر أو تقلصات متكررة في البطن، خاصة إذا كانت مصحوبة بإحساس بالامتلاء أو الانتفاخ الذي لا يزول. هذه الأعراض، إذا لم تكن مرتبطة بوجبة معينة أو سبب واضح، قد تكون إشارة إلى مشكلة أعمق تتطلب الفحص الطبي الدقيق.
يعد فقدان الوزن المفاجئ وغير المبرر من العلامات التحذيرية الهامة، خصوصًا إذا لم يكن هناك تغيير في عادات الأكل أو مستوى النشاط البدني اليومي. هذا النقص في الوزن يمكن أن يشير إلى أن الجسم يستهلك طاقته بطريقة غير طبيعية بسبب وجود ورم ينمو داخله.
الإرهاق الشديد والضعف العام المستمر قد يكون مؤشرًا على فقر الدم، الناتج أحيانًا عن نزيف خفي وغير مرئي داخل القولون. هذا النزيف البطيء يؤدي إلى نقص تدريجي في الحديد وخلايا الدم الحمراء، مما يسبب تعبًا مستمرًا حتى مع الراحة الكافية وعدم القيام بمجهود كبير.
ملاحظة أن البراز أصبح رفيع الشكل بشكل غير معتاد، يشبه القلم الرصاص، يعد مؤشرًا محتملاً لوجود انسداد جزئي في الأمعء. هذا التغير في القطر قد ينجم عن وجود كتلة أو ورم يعيق مرور البراز بشكل طبيعي، مما يستدعي تقييمًا طبيًا عاجلاً لتشخيص السبب.
إذا تم تشخيص فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، خاصة لدى الأفراد الذين تجاوزوا سن الخمسين دون وجود سبب واضح مثل الحيض الشديد أو النقص الغذائي، يجب إجراء فحوصات شاملة للقولون. فقر الدم في هذه الحالات قد يكون دليلاً على نزيف داخلي بطيء وغير ظاهر سببه سرطان القولون.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يشدد الأطباء المتخصصون على ضرورة عدم تجاهل أي من هذه الأعراض المذكورة، خصوصًا إذا استمرت أو تكررت لفترة طويلة أو تفاقمت شدتها. اللجوء الفوري إلى الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة يُعد خطوة حاسمة وضرورية، حيث يزيد الكشف المبكر عن سرطان القولون من فرص الشفاء بشكل كبير وفعال.
أهمية الكشف المبكر والفحص الدوري
يُنصح بشدة بإجراء الفحص الدوري لسرطان القولون، مثل تنظير القولون، لجميع الأفراد الذين تجاوزوا سن الخمسين، حتى وإن لم تظهر عليهم أي أعراض. كما ينبغي لمن لديهم تاريخ عائلي مع المرض أو عوامل خطر أخرى البدء بالفحص في سن مبكرة، وفقًا لتوصيات الطبيب. الفحص المنتظم ينقذ الأرواح بتحديد المشكلات قبل تفاقمها أو انتشارها.