تراجع .. شحنات الساعات الذكية العالمية تنخفض 2% في الربع الأول 2025

سجلت شحنات الساعات الذكية العالمية انخفاضاً بنسبة 2% في الربع الأول من عام 2025، لتشهد بذلك تراجعاً فصلياً خامساً على التوالي. يعود هذا التباطؤ بشكل رئيسي إلى انكماش سوق الساعات الذكية في الهند وتراجع شحنات آبل، بينما برزت الصين كمركز نمو قوي قادت فيه العلامات التجارية المحلية الانتعاش.

انخفاض عالمي ونمو صيني لافت

تراجعت شحنات الساعات الذكية العالمية بنسبة 2% على أساس سنوي خلال الربع الأول من عام 2025، مسجلة بذلك الانخفاض الفصلي الخامس على التوالي. يُعزى هذا التباطؤ بشكل أساسي إلى تباطؤ سوق الساعات الذكية في الهند وانخفاض أعداد شحنات آبل، على الرغم من احتفاظ الشركة الأمريكية بصدارتها العالمية في هذا القطاع الحيوي.

في المقابل، شهد السوق الصيني نموًا استثنائيًا، محققًا زيادة قدرها 37% على أساس سنوي في الشحنات، لتكون بذلك أعلى حصة عالمية له منذ الربع الرابع من عام 2020. عزز هذا الزخم القوي علامات تجارية محلية بارزة مثل هواوي وإيمو وشاومي، التي استفادت من تقديم نماذج فعالة من حيث التكلفة لتلبية الطلب المحلي المتزايد بفعالية.

اقرأ أيضًا: تسعيرة مفاجئة.. Alpine A290 الجديدة تنطلق بسعر 70 ألف دولار وتثير الجدل

حصص أبرز الشركات في السوق العالمي

حافظت آبل على مكانتها الرائدة في سوق الساعات الذكية العالمية خلال الربع الأول من عام 2025، مستحوذة على 20% من إجمالي الشحنات رغم تراجعها بنسبة 9% على أساس سنوي. تدعم آبل هيمنتها بنظامها التشغيلي الشامل الذي يوفر تجربة متكاملة لمستخدمي أجهزة iOS في جميع أنحاء العالم.

حققت هواوي نموًا ملحوظًا بنسبة 53% على أساس سنوي، لتصل حصتها إلى 16% من الشحنات العالمية. يعود هذا الأداء القوي إلى حضورها المحلي الفعال ومجموعتها الواسعة من المنتجات التي تشمل الفئات المتوسطة والفاخرة، مما يلبي احتياجات شريحة كبيرة من المستهلكين.

سجلت شاومي نموًا مماثلًا لهواوي بنسبة 53% على أساس سنوي، لتبلغ حصتها 10% من السوق العالمية. استطاعت الشركة تحقيق هذا النمو عبر استراتيجية تسعير تنافسية للغاية وتوسيع نطاق علامتها التجارية ليشمل فئات جديدة من الساعات الذكية، مما جذب قاعدة مستخدمين واسعة.

اقرأ أيضًا: احمِ نفسك.. كيف توقف تطبيقات الآيفون عن تتبعك

واجهت سامسونج تحديات في الربع الأول من عام 2025، حيث انخفضت شحناتها بنسبة 18% على أساس سنوي، لتستقر حصتها عند 7%. يُعزى هذا التراجع بشكل رئيسي إلى انخفاض الطلب على طرز الجيل السابق من ساعاتها الذكية، مما يشير إلى حاجة لتحديث مجموعتها.

شهدت إيمو نموًا إيجابيًا بنسبة 23% على أساس سنوي، لتصل حصتها أيضًا إلى 7% من السوق العالمية. تصدرت الشركة فئة ساعات الأطفال الذكية بفضل عروضها سهلة الاستخدام والغنية بالميزات المخصصة، مما جعلها خيارًا مفضلاً للعائلات التي تبحث عن أجهزة آمنة وفعالة لأطفالها.

تراجعت حصة فئة “أخرى” من الشركات بنسبة 17% على أساس سنوي، لتشكل 40% من السوق الإجمالي. يعكس هذا الانخفاض تزايد تركيز السوق في أيدي العلامات التجارية الكبرى التي تستحوذ على حصص أكبر، مما يقلل من مساحة المنافسة للشركات الصغيرة.

تحولات المستهلك وتفضيلات الأسعار

أشارت محللة الأبحاث الرئيسية أنشيكا جين إلى أن نمو سوق الساعات الذكية في الصين نابع من قدرة علاماتها التجارية المحلية على توسيع حضورها عالميًا. أكدت جين أن ولاء المستهلكين الصينيين للعلامات التجارية المحلية يتأثر بشكل كبير بالشعور الوطني والدعم الحكومي المتزايد، بالإضافة إلى توفر التكنولوجيا المحلية المتقدمة عبر مختلف فئات الأسعار.

وفقًا لمحلل الأبحاث بالبير سينغ، تتجه تفضيلات المستهلكين نحو الساعات الذكية ذات الأسعار الأعلى، مما يشير إلى تغير في الأولويات. شهدت فئة الساعات التي تتراوح أسعارها بين 100 و200 دولار أمريكي نموًا ملحوظًا بنسبة 21% على أساس سنوي، مما يعكس تزايد الطلب على دقة أفضل وميزات صحية متقدمة ودعم أعمق للنظام البيئي.

في المقابل، انخفضت فئة الساعات الذكية التي تقل أسعارها عن 100 دولار أمريكي بنسبة 17% على أساس سنوي، مما يُظهر تراجعًا واضحًا في الطلب على الطرازات منخفضة التكلفة. يؤكد هذا الاتجاه تحول المستهلكين نحو المنتجات التي تقدم قيمة أكبر ومواصفات أفضل، حتى لو تطلب ذلك دفع سعر أعلى.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *