صعود قوي.. فوتسي 100 البريطاني يغلق عند أعلى مستوى في 3 أسابيع مدعومًا بضعف الجنيه الإسترليني

شهد مؤشر فوتسي 100 البريطاني ارتفاعًا قويًا يوم الثلاثاء، مسجلًا أعلى إغلاق له منذ 17 يونيو الماضي بدعم من ضعف الجنيه الإسترليني الذي عزز أسهم الشركات العالمية المدرجة. ويأتي هذا الصعود وسط ترقب المستثمرين لتطورات المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، مما أثر بشكل مباشر على أداء السوق.

صعود فوتسي 100 وتأثير الإسترليني

أنهى مؤشر فوتسي 100 البريطاني، ذو التوجه الدولي، تعاملات الثلاثاء على ارتفاع بنسبة 0.5%، مسجلًا أعلى إغلاق له منذ السابع عشر من يونيو الماضي. جاء هذا الارتفاع مدفوعًا بشكل رئيسي بضعف الجنيه الإسترليني، الذي يعود بالفائدة على الشركات العالمية المدرجة بالمؤشر من خلال تعزيز قيمة أرباحها المحولة إلى العملة المحلية.

كما شهد مؤشر فوتسي 250، الذي يركز على أداء الشركات متوسطة الحجم في بريطانيا، ارتفاعًا بنسبة 0.2%. يعكس هذا الأداء الإيجابي حالة من التفاؤل الحذر تسود أوساط المستثمرين، رغم حالة الضبابية المحيطة بالتوترات التجارية العالمية الراهنة التي قد تؤثر على مسار الأسواق.

اقرأ أيضًا: فرصة متتعوضش.. هبوط مفاجئ في أسعار الذهب خلال تعاملات مساء اليوم في مصر

النفط يقود المكاسب وتوترات التجارة تثير القلق

جاءت هذه المكاسب في ظل تصاعد حدة التوترات التجارية العالمية، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة على واردات من أربع عشرة دولة، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس المقبل. هذا القرار دفع دولًا مثل اليابان وكوريا الجنوبية إلى تأكيد نيتها التفاوض مع واشنطن لتقليل الآثار السلبية لهذه الإجراءات.

من الجدير بالذكر أن بريطانيا وفيتنام هما الدولتان الوحيدتان اللتان تمكنتا من إبرام اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة حتى الآن، مما جنبهما الرسوم الجديدة المعلنة. ومع ذلك، لا تزال الرسوم المفروضة سابقًا على واردات السيارات والصلب والألومنيوم البريطانية قائمة، مما يشير إلى استمرار بعض التحديات التجارية.

وقادت أسهم قطاع النفط والغاز مكاسب السوق بشكل لافت، حيث سجلت ارتفاعًا جماعيًا بنسبة 2.2%، مع اقتراب أسعار النفط الخام العالمية من أعلى مستوياتها في أسبوعين. هذا الارتفاع تزامن مع زيادة الطلب وتقلص المعروض في الأسواق الدولية، مما انعكس إيجابًا على أداء هذه الشركات.

اقرأ أيضًا: ساويرس فجرها.. الذهب يقفز لـ 5 آلاف دولار للأوقية بهذا الموعد

تصدر سهم شركة بي بي للطاقة قائمة الأسهم القيادية الرابحة بارتفاعه بنسبة 3.2%، مما يعكس ثقة المستثمرين في أداء الشركة وقطاع الطاقة عمومًا. وفي السياق ذاته، ارتفع سهم شركة شل بنسبة 2%، مؤكدًا قوة أداء شركات النفط الكبرى في ظل الظروف الحالية.

على الجانب الآخر، تراجعت أسهم شركات تعدين المعادن النفيسة لتتصدر الخسائر القطاعية بانخفاض قدره 2.3%، وذلك بالتزامن مع تراجع أسعار الذهب. يعزى هذا التراجع إلى التوقعات المتزايدة بإمكانية إبرام اتفاقيات تجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، مما يقلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن.

تباين أداء الأسهم الكبرى ومستقبل السوق البريطانية

في قطاع التعدين الأوسع، سجل سهم شركة ريو تينتو ارتفاعًا بنسبة 1.3%، مدعومًا بتقارير تشير إلى استعداد الرئيس التنفيذي الجديد للشركة لبحث صفقات الاندماج والاستحواذ، بالإضافة إلى التركيز على تعزيز الإنتاجية وخفض التكاليف. كما ارتفع سهم جلينكور بنسبة 2.8% وسهم أنجلو أميركان بنسبة 1.2%، مما يعكس مرونة بعض شركات التعدين.

على النقيض، هبط سهم شركة فيكتريكس، المتخصصة في تصنيع البوليمرات، بنسبة حادة بلغت 8.4%، ليصل إلى أدنى مستوياته على مؤشر الشركات متوسطة القيمة. جاء هذا الانخفاض عقب إعلان الشركة عن تعيين رئيس تنفيذي جديد وتقديم توقعات أرباح منخفضة للنصف الثاني من العام، مما أثار قلق المستثمرين.

وفي سياق منفصل، أعلنت شركة “شي إن” المتخصصة في الأزياء السريعة انسحابها من خطط الطرح في السوق البريطانية، بعدما قدمت طلب اكتتاب عام أولي في هونغ كونغ لتسريع إدراج أسهمها. يأتي هذا القرار وسط ضغوط متزايدة تواجهها الجهات التنظيمية البريطانية، وتحديات بسبب ضعف سوق الاكتتابات العامة الأولية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

تشير هذه التطورات إلى سعي السوق البريطانية لتعزيز جاذبيتها الاستثمارية في مواجهة المنافسة القوية من الأسواق الآسيوية الناشئة. تبذل الحكومة جهودًا حثيثة لتحفيز نشاط الاكتتابات العامة وإعادة الثقة إلى المستثمرين المحليين والأجانب، بهدف دعم النمو الاقتصادي وتعزيز مكانة لندن كمركز مالي.

يترقب المستثمرون خلال الفترة المقبلة نتائج المفاوضات التجارية الجارية بين الولايات المتحدة والدول المتضررة من الرسوم الجديدة، ومدى تأثيرها على حركة التجارة العالمية وأسواق السلع والطاقة. هذه التطورات سيكون لها انعكاس مباشر على أداء مؤشر فوتسي والأسهم المرتبطة بالصادرات في بريطانيا، مما يحدد مسار السوق المستقبلي.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *