تحل غدًا السبت ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة سميرة خلوصي، نجمة الزمن الجميل التي تركت بصمة فنية مميزة رغم مسيرتها الفنية القصيرة. اكتشفها المخرج محمد كريم ومنحها البطولة أمام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في فيلم “الوردة البيضاء” عام 1932، لتبدأ رحلة فنية انتهت باعتزالها المبكر ووفاتها في صمت عام 1981.
انطلاقة فنية استثنائية
اكتشف المخرج الرائد محمد كريم موهبة الفنانة سميرة خلوصي، ليمنحها أولى أدوار البطولة المطلقة في مسيرتها الفنية. كان ذلك أمام قامة فنية بحجم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في الفيلم الكلاسيكي “الوردة البيضاء” الذي عُرض عام 1932. شارك في هذا العمل البارز نخبة من كبار نجوم السينما المصرية، من بينهم زكي رستم وسليمان نجيب ودولت أبيض، مما أضفى عليه قيمة فنية كبيرة منذ البداية.
نجاح مدوٍ لـ “الوردة البيضاء”
برز اسم الفنانة سميرة خلوصي بشكل لافت على أفيش فيلم “الوردة البيضاء” عام 1932، والذي يُعد من أوائل الأفلام الغنائية في تاريخ السينما المصرية. حقق الفيلم نجاحًا جماهيريًا ونقديًا هائلاً، واستمر عرضه لفترات طويلة في دور السينما، محققًا أرباحًا طائلة غير مسبوقة في ذلك الوقت. امتدت شهرة الفيلم لتصل إلى العالمية، حيث اختارت إحدى المجلات الفرنسية الناطقة باللغة الفرنسية صورة من مشاهده لتزين غلافها، مما يؤكد مدى تأثيره الفني والجماهيري.
مسيرة قصيرة الأثر
على الرغم من النجاح الساحق الذي حققته سميرة خلوصي في بداياتها، لم تستمر مسيرتها الفنية طويلًا في عالم السينما. اقتصرت مشاركاتها السينمائية على خمسة أفلام فقط، منها أعمال بارزة مثل “عنتر أفندي” و”نداء القلب” و”الجيل الجديد”. كان آخر أفلامها “عودة القافلة”، الذي جمعها بكوكبة من عمالقة الزمن الجميل، أبرزهم حسين رياض ومختار عثمان ومحمود المليجي وحسن فايق وحسين صدقي، ليختتم هذا العمل مشوارها الفني.
عقب انتهائها من تصوير فيلم “عودة القافلة”، اتخذت الفنانة سميرة خلوصي قرارها بالابتعاد التام عن الأضواء والشهرة. تفرغت بشكل كامل لحياتها الخاصة وعائلتها، مفضلةً الابتعاد عن صخب الإعلام ومراقبته. ظلت تفاصيل حياتها الشخصية محاطة بالخصوصية التامة، ولم تتسرب أي معلومات عنها لوسائل الإعلام طوال فترة اعتزالها الطويلة.
وظلت سميرة خلوصي تعيش حياتها بهدوء وبعيدًا عن الأضواء حتى وافتها المنية في صمت عام 1981. تركت الفنانة الراحلة خلفها بصمة فنية مميزة في تاريخ السينما المصرية، على الرغم من قصر مشوارها الفني، مبرهنة أن جودة العمل الفني تدوم وتتجاوز عدد سنوات العطاء.