صلى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، القداس الإلهي صباح اليوم السبت بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية. سام قداسته خلال القداس 19 كاهنًا جديدًا، منهم 14 لخدمة كنائس القاهرة ومدينة العبور، وكاهن عام، بالإضافة إلى أربعة كهنة لمنطقة وسط كندا، في خطوة تعزز الخدمة الرعوية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
البابا تواضروس يرسم 19 كاهنًا جديدًا
ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، صباح اليوم السبت، القداس الإلهي الهام في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية. شهدت الصلاة رسامة 19 كاهنًا جديدًا لخدمة الكنيسة، منهم 14 كاهنًا سيخدمون بكنائس محافظتي القاهرة ومدينة العبور، وكاهن واحد سيؤدي خدمة عامة، بينما يتوجه أربعة كهنة جدد لخدمة الأقباط في منطقة وسط كندا. شارك في صلوات القداس والرسامة ثمانية من الآباء الأساقفة الأجلاء، إلى جانب وكيل عام البطريركية بالقاهرة، مما يعكس أهمية الحدث للكنيسة القبطية.
عظة “الراعي الصالح”: تصنيفات ومبادئ للكهنة
تضمنت عظة القداس الإلهي رسالة قوية مستوحاة من إنجيل القديس يوحنا الرسول، الأصحاح العاشر، الذي يتناول فصل “الراعي الصالح”. نوه قداسة البابا تواضروس خلال العظة إلى ثلاث فئات أساسية يتناولها هذا الفصل، وهي السارق والأجير والراعي، محذرًا الكهنة الجدد من الوقوع في فخ أي تصنيف غير الراعي الحقيقي. شدد على أن السارق ينهب النفوس ويعمل لأجل ذاته، بينما الأجير لا يبالي بالانتماء ويعمل فقط من أجل الأجرة، على عكس الراعي الذي يتسم بالمحبة والبذل الحقيقي لخدمة القطيع.
ثلاثة أسس لخدمة الكاهن الملتزم
وضع قداسة البابا تواضروس ثلاثة مبادئ جوهرية لخدمة الكاهن الفعّالة، داعيًا الكهنة الجدد إلى تبنيها كمنهج لحياتهم وخدمتهم. المبدأ الأول هو “أَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي”، مؤكدًا ضرورة أن يعرف الكاهن أولاده الروحيين بأسمائهم وظروفهم من خلال الافتقاد والمحبة، فجوهر الأبوة يتجلى في الاهتمام الشخصي.
المبدأ الثاني الذي أكد عليه البابا تواضروس هو “أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ”. يجب أن يكون هذا المبدأ شعارًا للكاهن منذ بداية خدمته وطوال مسيرته، حيث يهدف الكاهن إلى أن يكون أبناؤه أفضل منه على كافة المستويات الروحية والاجتماعية والنفسية والتعليمية والمعيشية. دور الكاهن هو أن يضيف حياة وحيوية لأولاده من خلال زرع وصايا الله وفكر الآباء في قلوبهم باستمرار.
أخيرًا، جاء المبدأ الثالث “تَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَرَاعٍ وَاحِدٌ”، مشددًا على أن الكاهن يجب أن يعمل بجد من أجل تحقيق الوحدة في الكنيسة وأن يكون مثل المغناطيس الذي يجمع النفوس. أكد البابا أن أكبر خطيئة تغضب وتحزن قلب الله هي خطية الانقسام، وأن الكاهن الذي يسمح بالانقسام في الخدمة لن يكون مقبولًا أمام الله. هدف الكاهن الأساسي هو الحفاظ على رعيته موحدة وغير منقسمة، تتبع راعيًا واحدًا هو السيد المسيح.