عند شراء الدجاج، قد تصادف أحيانًا دجاجة طرية بشكل مبالغ فيه، تشبه الإسفنج، وممتلئة بالماء. هذا ليس مجرد عيب بسيط، بل قد يشير إلى عملية غش غذائي خطيرة تُعرف باسم “تبزيم الدواجن”. هذه الحيلة تهدف لزيادة وزن الدجاج زيفًا على حساب قيمته الغذائية وصحة المستهلكين.
احتيال “تبزيم الدواجن”: كيف يتم وما هي أخطاره؟
عملية “تبزيم الدواجن” هي خدعة تجارية يلجأ إليها بعض التجار لزيادة الوزن الظاهري للدجاج. يتم ذلك عن طريق حقن الدجاج بالماء تحت ضغط عالٍ، سواء أسفل الجلد مباشرة أو داخل الأنسجة مثل الورك والصدر بعد التقطيع. هذا يزيد من كتلة الدجاج ووزنه بشكل وهمي، بينما تبقى قيمته الغذائية منخفضة للغاية.
أوضحت الدكتورة سماح نوح، رئيس قسم الإرشاد البيطري، أن هذه الممارسات لا تقتصر فقط على الغش التجاري. فحقن الماء، حتى لو كان غير ملوث في الأصل، يؤدي إلى تمزق وتهتك أنسجة الدجاج الداخلية. هذا التهتك يسرع بشكل كبير من فساد اللحم ويجعله بيئة مثالية لنمو وتكاثر الميكروبات الضارة.
لضمان بقاء هذا الماء الإضافي داخل لحم الدجاج لأطول فترة ممكنة، يُلجأ بعض الغشاشين إلى نقع الدواجن بعد حقنها في مياه مضاف إليها النشا. يعمل النشا على سد مسام اللحم وإخفاء آثار إبر الحقن، مما يجعل من الصعب اكتشاف عملية الغش بالعين المجردة، ويزيد من تعرض صحة المستهلك للخطر.
مخاطر صحية خفية وراء الدجاج المغشوش
الخطر الأكبر لعملية تبزيم الدواجن يكمن في تهديدها المباشر لصحة المستهلك. فالماء الزائد الذي يتم حقنه، بالإضافة إلى تهتك الأنسجة، يخلق بيئة رطبة ومثالية لنمو البكتيريا الضارة. تزيد هذه الظروف بشكل كبير من فرص تلوث اللحم بالميكروبات المسببة للأمراض، وعلى رأسها بكتيريا السالمونيلا الخطيرة، التي يمكن أن تسبب تسممًا غذائيًا حادًا.
الدجاج الذي خضع لعملية “التبزيم” يفقد جزءًا كبيرًا من قيمته الغذائية الأصلية رغم وزنه الزائد. المستهلك يدفع ثمنًا أعلى مقابل ماء ونشا بدلًا من لحم الدجاج المغذي. هذه الممارسات لا تمثل غشًا تجاريًا فحسب، بل تُعد تهديدًا صريحًا لسلامة الغذاء وصحة المجتمع بشكل عام، وتتطلب يقظة وحذرًا شديدين.
دليلك لتجنب الدجاج المغشوش وضمان سلامتك
لضمان سلامتك وسلامة عائلتك، توصي الجهات البيطرية والمختصون بضرورة عدم شراء الدواجن التي تظهر عليها علامات الغش هذه. يجب على المستهلكين الإبلاغ فورًا عن أي حالة اشتباه إلى الطب البيطري لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المخالفين. كما تؤكد التوصيات على أهمية الشراء من مصادر موثوقة ومعروفة، مثل المزارع أو المتاجر التي تخضع لإشراف بيطري منتظم وصارم.
وللتأكد من سلامة الدجاجة قبل الشراء، يجب مراعاة عدة نقاط أساسية عند الفحص. أولًا، يجب أن يكون وزن الدجاجة متناسبًا مع حجمها الظاهري، فلا تبدو منتفخة بشكل غير طبيعي. ثانيًا، ينبغي أن يكون لون الجلد أبيض نظيفًا وخاليًا من أي بقع أو كدمات غريبة. عند الضغط على جسم الدجاجة، يجب أن تكون متماسكة وصلبة وليست طرية أو مليئة بالسوائل الزائدة. وأخيرًا، عند تقطيع اللحم في المنزل، يجب ألا تظهر منه سوائل غريبة بكميات كبيرة، وأن يكون اللون والرائحة طبيعيين تمامًا. الغش في الأغذية ليس مجرد مخالفة تجارية، بل هو تهديد مباشر لصحة المجتمع. كن يقظًا، واختر غذاءك بعناية فائقة.