شهدت الأسواق أداءً قويًا منذ يونيو 2024، مع ارتفاع لافت لمؤشرات الأسهم الأمريكية بنسبة 7%. أكد وائل مكارم، كبير استراتيجي الأسواق في “إكسنس”، أن التراجع الأخير بنسبة 1-1.5% طبيعي في ظل عمليات جني الأرباح التي تتبع فترات الصعود المستمر. تراقب الأسواق عن كثب التطورات التجارية وتأثيرها على العملات الرئيسية ونتائج الشركات.
أداء الأسواق وتأثير جني الأرباح
شهدت الأسواق العالمية موجة صعود ملحوظة منذ بداية يونيو 2024، حيث حققت مؤشرات الأسهم الأمريكية مكاسب قوية بلغت حوالي 7%. يعتبر هذا الارتفاع دليلًا على ثقة المستثمرين وتحسن الأوضاع الاقتصادية. ورغم هذا الأداء الإيجابي، حدث تراجع طفيف بنسبة تتراوح بين 1% و1.5% مؤخرًا، وهو ما يفسره وائل مكارم بأنه أمر صحي وطبيعي في دورات السوق. يمثل هذا التراجع عمليات “جني الأرباح” التي يقوم بها المستثمرون بعد فترة طويلة من الارتفاعات المتواصلة، مما يساعد على إعادة توازن الأسواق.
تترقب الأسواق العالمية عن كثب التطورات في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الرئيسيين. من أبرز هذه التطورات تمديد الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق تجاري بين أمريكا واليابان حتى الأول من أغسطس. يثير هذا الوضع قلق المستثمرين من احتمال عدم التوصل إلى تسويات سهلة مع الدول الكبرى، مما قد يؤثر سلبًا على الشركات التي تعتمد بشكل كبير على هذه الأسواق في عملياتها التجارية وأرباحها المستقبلية.
نتائج الشركات والرسوم الجمركية: محركات وول ستريت
تعتبر نتائج الشركات الأمريكية المرتقبة عاملًا حاسمًا في تحديد مسار مؤشرات وول ستريت خلال الفترة القادمة. أكد مكارم أن أداء الشركات الكبرى المدرجة ضمن مؤشر “S&P 500” سيكون تحت المجهر. أي تراجع في أرباح هذه الشركات قد يؤدي إلى انخفاض كبير في المؤشرات، بينما يمكن لنتائج قوية أن تدعم استمرارية الأداء الإيجابي للأسواق وتوفر زخمًا إضافيًا لارتفاع الأسهم.
يشكل تأثير الرسوم الجمركية المتغيرة العامل الأكبر الذي سيؤثر في الأسواق الأمريكية في المستقبل القريب. أوضح مكارم أن فرض رسوم جمركية جديدة أو الفشل في التوصل إلى اتفاقات تجارية واضحة سينعكس سلبًا بشكل مباشر على الشركات الأمريكية الكبرى. هذا الوضع يزيد من الضغوط على أداء الأسهم وقد يؤدي إلى تقلبات واسعة النطاق في الأسواق المالية نتيجة لعدم اليقين التجاري.
الدولار والين: صراع الفائدة والتعريفات
شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا في الجلسة الأمريكية الأخيرة، خاصة بعد الإعلان عن الرسوم الجمركية الجديدة، وهو ما يُعتبر استجابة فنية للسوق. أوضح مكارم أن الحديث عن تخفيض معدلات الفائدة قد تراجع مؤخرًا، مشيرًا إلى أنه إذا استمرت الضغوط التضخمية في الارتفاع، فمن المحتمل أن تبقى معدلات الفائدة مستقرة أو حتى ترتفع. هذا السيناريو يساهم بشكل كبير في دعم قوة الدولار الأمريكي في مواجهة العملات الأخرى.
على الجانب الآخر، يواجه الين الياباني تحديات كبيرة أدت إلى تراجعه الملحوظ في الأسواق. كان تأثير الرسوم الجمركية على اليابان واضحًا، خاصة مع تهديدات الولايات المتحدة بفرض رسوم جديدة تصل إلى 25% على المنتجات اليابانية. يعتمد الاقتصاد الياباني بشكل كبير على صناعات مثل السيارات والزراعة، وأي تنازلات تطلبها الولايات المتحدة ستؤثر سلبًا على الاقتصاد الياباني بأكمله، مما ينعكس بدوره على ضعف أداء الين في التداولات العالمية. كما أضاف مكارم أن السبب الرئيسي وراء ضعف الين يكمن في عدم قدرة البنك المركزي الياباني على رفع معدلات الفائدة حاليًا، وذلك بسبب التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد، مما يقلل من جاذبية الين كملاذ آمن.
يتوقع وائل مكارم أن تظل الرسوم الجمركية في صدارة العوامل المؤثرة على حركة الأسواق العالمية خلال الفترة القادمة. من الضروري مراقبة نتائج الشركات الأمريكية وتأثيرها المباشر على مؤشرات الأسهم. كما أشار إلى أن الدولار قد يستمر في التماسك والثبات إذا استمرت الضغوط التضخمية قائمة، بينما يواجه الين الياباني تحديات كبيرة بسبب التوترات التجارية المستمرة مع الولايات المتحدة الأمريكية.