يواصل المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، برئاسة المخرج عادل حسان، حضوره الفاعل في معرض الفيوم للكتاب “دورة الفنان عبدالرحمن رشدي” الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب حتى 9 يوليو 2025. شهد المعرض يوم الجمعة الماضي جولة حكي مميزة وجلسة قراءات مسرحية تفاعلية، ضمن رؤية المركز الجديدة للانتشار الثقافي.
“سيرة الفيوم”: رحلة عبر الزمن
قدم المركز يوم الجمعة 4 يوليو جولة حكي شيقة بعنوان “سيرة الفيوم”، تولى تقديمها الدكتور صالح السيد رضوان، مدرس الآثار الإسلامية بكلية الآثار. انطلقت الجولة من ضريح ومئذنة الشيخ علي الروبي بشارع سوق الصوفي، حيث استعرض الدكتور صالح أصول تسمية الفيوم عبر العصور، من “تارشن” إلى “برسيك” ثم “بيوم” في العصر القبطي، وصولًا إلى “فيوم” في العصر الإسلامي. تحدثت الجولة عن الفترات التاريخية التي شكلت حضارة إقليم الفيوم، بدءًا من العصر الفرعوني وصولاً إلى العصر الإسلامي، مع إبراز أهم الآثار الباقية من كل عصر.
معالم تاريخية وثقافية في جولة الحكي
تضمنت الجولة تفصيلاً حول قبة الروبي التي بُنيت بين عامي 784 و801 هجرية للشيخ علي الروبي، الذي يعود نسبه إلى عبدالله المأمون ثم إلى العباس عم الرسول. كما سلط الراوي الضوء على ارتباط القبة بالواقع الثقافي والاجتماعي في العصور المختلفة. استمرت الجولة بشارع الصوفي لتصل إلى جامع خوند أصلباي، الواقع على أول شارع الصوفي قديمًا وبحر يوسف، والذي أنشأته خوند أصلباي زوجة السلطان قايتباي ووالدة السلطان محمد ولده بين عامي 903 و905 هجرية. يعد هذا الجامع نموذجًا حيًا لمساجد الفيوم في العصر الإسلامي، خصوصًا مع تعرض معظم المساجد الأخرى للتهدم بسبب الفيضانات المتكررة على مر العصور.
تألق القراءات المسرحية وتفاعل الجمهور
في سياق متصل، قدم المركز القومي للمسرح جلسة قراءات مسرحية لاقت استحسان الحضور ضمن برنامج المعرض يوم الجمعة. شارك في الجلسة نخبة من الفنانين منهم جيهان رجب، صلاح حسن، عصام يوسف، إميل ألفونس، محمد شلبي، ومارينا عماد، مع أداء وإخراج الفنان محمود عبد المعطي. تضمنت الجلسة قراءات مختارة من مسرحيات شهيرة مثل “الزير سالم”، و”عريس لبنت السلطان”، بالإضافة إلى “أرض لا تنبت الزهور”. شهدت الجلسة تفاعلاً كبيرًا من الحضور، حيث شارك عدد منهم في القراءة والتعليق، مما يعكس اهتمامهم بالفعاليات الثقافية والفنية المقدمة.