قرار مثير.. نهاية مسيرة “الغزال الأسود” الرياضية برصاصة قناص إسرائيلي

رحل نجم الكرة الفلسطينية سليمان العبيد، الملقب بـ”الغزال الأسود”، عن عمر ناهز 41 عامًا، بعد إصابته برصاصة قناص إسرائيلي أثناء انتظاره في طابور لتوزيع المساعدات في غزة. ترك العبيد وراءه مسيرة رياضية حافلة وإرثًا كبيرًا في ملاعب فلسطين، لكن صورته الأخيرة كأب ينتظر الطعام لعائلته، لخصت مأساة جيل كامل يعاني ويلات الحصار.

مسيرة كروية لامعة

بدأ سليمان العبيد، المولود في غزة عام 1984، مسيرته الكروية في فرق المدارس والساحات الترابية، قبل أن ينتقل إلى نادي خدمات الشاطئ، ومنه إلى شباب الأمعري في الضفة الغربية بين عامي 2009 و2013. قاد العبيد شباب الأمعري للفوز بأول ألقابه في دوري المحترفين وكأس الشهيد ياسر عرفات عام 2011. عاد بعدها إلى خدمات الشاطئ ثم غزة الرياضي، حيث توج هدافًا للدوري في موسم 2015/2016 برصيد 17 هدفًا. وفي موسم 2016/2017، عاد إلى خدمات الشاطئ وحقق لقب الهداف مجددًا برصيد 15 هدفًا، ليصبح الهداف التاريخي للنادي.

إنجازات الغزال الأسود مع المنتخب الفلسطيني

على الصعيد الدولي، خاض العبيد 24 مباراة مع المنتخب الفلسطيني “الفدائي”، وسجل هدفًا لا يُنسى من ضربة خلفية مزدوجة في مرمى اليمن ببطولة اتحاد غرب آسيا 2010. كما سجل في مباراة ودية ضد إندونيسيا، وشارك في تصفيات كأس التحدي الآسيوي 2012 وكأس العالم 2014. وكان العبيد يستعد للانتقال إلى مجال التدريب بعد حصوله على دورة مدربين معتمدة من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

مأساة في طابور المساعدات

في 6 أغسطس 2025، وبينما كان العبيد ينتظر في طابور لتوزيع المساعدات الأمريكية جنوب قطاع غزة، أصيب برصاصة قناص إسرائيلي، وفقًا لشهود عيان ومسعفين. توفي العبيد متأثرًا بإصابته، تاركًا وراءه خمسة أطفال. لم يعلق الجيش الإسرائيلي على الحادثة، وسط تزايد الإدانات الدولية لاستهداف المدنيين في طوابير المساعدات.

ألقاب نجم فلسطين الراحل

لقب سليمان العبيد بألقاب عديدة، منها “بيليه غزة”، و”الجوهرة السمراء”، و”هنري فلسطين”، لتصبح صورته الأخيرة وهو ينتظر الطعام لعائلته رمزًا لمعاناة سكان غزة. وإذ يذكرنا هذا الحادث الأليم بمعاناة سكان غزة، يبرز أيضًا ضرورة توفير الحماية للمدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية لهم بأمان.