خطة كبرى.. الغاز الطبيعي المسال يقود استراتيجية كندا لمواجهة الحروب التجارية العالمية

أطلقت كندا مرحلة جديدة في استغلال مواردها الطبيعية، ببدء تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى آسيا من منشأة “الغاز الطبيعي المسال كندا” الضخمة في كيتيمات. هذه الخطوة الاستراتيجية تؤكد طموح البلاد لتصبح قوة طاقة عالمية، وتعد بإحياء اقتصادي كبير للمنطقة وتعزيز الاقتصاد الوطني.

تؤكد هذه الخطوة الكبيرة طموح البلاد في التحول إلى “قوة طاقة عظمى”، وهو التعهد الذي قطعه رئيس الوزراء مارك كارني، وفقًا لمنصة “وورلد إينيرجي داتا”. وتزين سماء كيتيمات منذ أشهر ألسنة لهب برتقالية بارتفاع ستين متراً، لتصبح رمزاً مرئياً لهذه الصناعة الوليدة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.

تأمل السلطات الكندية من خلال هذه المبادرة أن تعيد إحياء بلدة كيتيمات وتدعم الاقتصاد الوطني بقوة، خاصة في مواجهة التحديات التجارية المتزايدة مع الولايات المتحدة. يشكل هذا المشروع ركيزة أساسية لتنويع مصادر الدخل وتعزيز مكانة كندا في أسواق الطاقة العالمية.

اقرأ أيضًا: تقسيم جديد.. معايير وضوابط المناطق المؤجرة للسكن بمشروع قانون الإيجار القديم.

كندا: طموح قوة طاقوية عظمى

يُعتبر مشروع “الغاز الطبيعي المسال كندا” الذي تدعمه شركة “شل” وشركاء آسيويون، أول مشروع لتصدير الغاز الطبيعي المسال ينطلق من الساحل الغربي الكندي. يمثل هذا الإنجاز تحولاً استراتيجياً في تعامل كندا مع مواردها الهائلة، ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون الدولي. هذا المشروع يضع كندا في مصاف الدول الكبرى المصدرة للطاقة عالمياً.

مشروع الغاز الكندي الضخم: تفاصيل وأرقام

تجاوزت التكلفة الإجمالية لمشروع “الغاز الطبيعي المسال كندا” الأربعين مليار دولار كندي، مما يجعله أحد أضخم مشاريع البنية التحتية في تاريخ البلاد. ويمتد أنبوب التغذية الخاص به لمسافة أربعمئة وستة عشر ميلاً من حوض مونتني الغني بالغاز إلى الساحل، وقد قادت شركة “تي سي إينيرجي” بناءه بمشاركة مجموعات استثمارية بارزة. هذه الأرقام الضخمة تعكس حجم الالتزام الكندي في قطاع الطاقة.

يؤكد المدير التنفيذي للمشروع، كريس كوبر، أن كندا تمتلك كل المقومات لتصبح لاعباً رئيسياً في صناعة الغاز الطبيعي المسال عالمياً. فبالإضافة إلى وفرة الغاز منخفض التكلفة، تتميز البلاد بكفاءات عالية وبنية تحتية متطورة، مما يعزز قدرتها التنافسية في الأسواق الدولية. يرى كوبر أن هذا الموقع الاستراتيجي سيخدم كندا لسنوات قادمة.

اقرأ أيضًا: محدش كان يتوقع.. الجيش الإسرائيلي يؤكد: موجة صواريخ إيرانية ثانية تنطلق الآن نحو إسرائيل

دور السكان الأصليين ومستقبل الغاز المسال

تشير التوقعات العالمية إلى ارتفاع هائل في الطلب على الغاز الطبيعي المسال، حيث يُتوقع أن يرتفع بنسبة ستين بالمئة بحلول عام ألفين وأربعين. يفتح هذا التزايد في الطلب فرصاً كبيرة أمام كندا لتوسيع حصتها السوقية وتأمين عقود تصدير طويلة الأجل، مما يعزز استقرار اقتصادها الوطني. يتوقع الخبراء أن يكون الغاز المسال مكوناً حاسماً في مزيج الطاقة العالمي.

في تحول لافت يعكس التزاماً جديداً بالشمولية، بدأت مجتمعات السكان الأصليين، مثل أمة هايسلا، بالمشاركة الفعلية والجوهرية في مشاريع الغاز الكبرى. تتجسد هذه المشاركة من خلال شراكات استراتيجية وملكية مباشرة في بعض المشاريع، مثل مشروع مصنع الغاز العائم “سيدار”. هذا التعاون يمثل نموذجاً جديداً للتنمية الاقتصادية المستدامة.

ترى كريستال سميث، رئيسة مجلس هايسلا، أن الشراكة الفاعلة هي المفتاح الحقيقي لتحقيق النجاح طويل الأمد لهذه المشاريع. وتؤكد أن إشراك الشعوب الأصلية ليس مجرد خطوة رمزية، بل هو السبيل الوحيد الذي يضمن تحقيق رؤية كندا كقوة طاقة حقيقية ومستدامة. هذه الرؤية المشتركة تبني جسوراً من الثقة والتفاهم المتبادل.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *