كشفت وزارة الصحة والسكان عن تزايد ملحوظ في الأمراض الجلدية خلال فصل الصيف، مرجعة السبب إلى شدة الحرارة والرطوبة التي تهيئ بيئة مثالية لانتشار الفطريات والفيروسات. تشمل هذه الأمراض تصبغات الجلد، العدوى الفطرية والبكتيرية، الطفح الجلدي، وحب الشباب، مما يستدعي اتخاذ تدابير وقائية لضمان صحة البشرة خلال هذا الموسم.
الالتهابات والعدوى: بكتيريا وفطريات الصيف
تنتشر الفطريات والعدوى البكتيرية بشكل كبير في فصل الصيف، خاصةً مع ارتفاع درجات الحرارة والازدحام في الأماكن الترفيهية. تلعب النظافة الشخصية والملابس المناسبة دورًا حيويًا في الوقاية من هذه الأمراض الجلدية المزعجة والمؤلمة.
تُعد التينيا الملونة إصابة فطرية شائعة تظهر نتيجة التعرق الشديد وارتفاع درجات الحرارة. تظهر على هيئة بقع صغيرة بيضاء أو بنية فاتحة أو وردية اللون، ولتجنبها يُنصح بارتداء الملابس القطنية وتجنب الخامات الصناعية التي لا تمتص العرق. كما تظهر التينيا بين الفخذين بسبب مياه البحر أو المسابح الغنية بالكلور، مما يستلزم الاستحمام الفوري بعد الخروج من الماء للوقاية.
بالإضافة إلى ذلك، تزداد فرص الإصابة بالعدوى البكتيرية في الأماكن المزدحمة، خاصةً لدى أصحاب الجلد الحساس والأطفال بسبب كثرة التلامس. للوقاية من هذه العدوى، يجب الحرص على استخدام الأدوات الشخصية النظيفة والاستحمام اليومي، خصوصًا أثناء السفر، للحفاظ على حاجز البشرة الصحي وتقليل فرص انتقال الميكروبات.
كما يمكن أن تظهر الدمامل العرقية وهي التهابات حادة تصيب بصيلات الشعر والمناطق المحيطة بها، وتزداد احتمالية الإصابة بها بشكل كبير مع زيادة التعرق المفرط. يتطلب التعامل مع هذه الحالات نظافة فائقة وتجنب الضغط عليها لمنع تفاقم الالتهاب وانتشار العدوى.
أضرار الشمس المباشرة وتصبغات البشرة
يُعد التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة في الصيف أحد أبرز مسببات المشاكل الجلدية، حيث يؤدي إلى حروق شديدة وتقشر في البشرة. ينصح بتجنب الجلوس تحت أشعة الشمس المباشرة بين الساعة العاشرة صباحًا والرابعة عصرًا، لأن الأشعة تكون في أوج قوتها، مع ضرورة البحث عن أماكن مظللة دائمًا.
يتطلب الأمر استخدام واقي الشمس بعامل حماية مناسب وإعادة تطبيقه بانتظام على البشرة كل ساعتين، أو بعد السباحة أو التعرق الشديد، للوقاية من حروق الجلد وتصبغاته. هذا الإجراء ضروري للحفاظ على سلامة البشرة وتقليل الأضرار الناتجة عن التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية.
من المشاكل الجلدية التي تسبب إزعاجًا للكثيرين، خاصة النساء، هي ظهور الكلف والنمش على البشرة في موسم الصيف نتيجة لزيادة التعرض للشمس. هذه التصبغات تتطلب روتين عناية خاص يتضمن استخدام منتجات تفتيح آمنة واستمرار الحماية من الشمس لتقليل ظهورها.
الطفح الجلدي وحب الشباب: تحديات البشرة الصيفية
تزداد مشاكل الطفح الجلدي وحب الشباب بشكل ملحوظ في فصل الصيف، متأثرة بالتعرق الشديد وارتفاع درجات الحرارة. تتطلب هذه الحالات عناية خاصة واستخدام منتجات مناسبة لتخفيف الأعراض ومنع المضاعفات التي قد تؤثر على صحة البشرة ومظهرها.
يُعرف حمو النيل بأنه نوع من الطفح الجلدي يظهر على هيئة حبوب صغيرة حمراء اللون نتيجة لزيادة التعرق والحرارة، وقد يصاحبه حكة مزعجة أحيانًا. للوقاية منه، ينصح بارتداء ملابس خفيفة وقطنية، والحفاظ على تهوية جيدة في المنزل، والابتعاد عن درجات الحرارة المرتفعة، والاستحمام بالماء البارد لترطيب الجسم. يجب عدم إهمال الإصابة به لأنه قد يتطور إلى التهابات جلدية تتطلب علاجًا بالكريمات أو المضادات الحيوية.
كما يتعرض الجلد للطفح الجلدي والإكزيما لنفس الأسباب السابقة، وهي التعرق والحرارة والتعرض للماء. ينتشر هذا الطفح في مناطق مختلفة من الجسم، وأكثر الأماكن شيوعًا للإصابة تكون على المرفقين واليدين وكذلك في طيات الجلد، وغالبًا ما يصاحب الإكزيما حكة شديدة. يمكن أن يحدث الطفح الجلدي أيضًا بسبب انسداد الغدد العرقية وعدم خروج العرق من الجسم، مما يسبب التهاب الأنسجة المحيطة بها. للوقاية، ينصح بتجنب الملابس المصنوعة من الألياف الصناعية واختيار القطنية، بالإضافة إلى الابتعاد عن الأماكن شديدة الحرارة والاهتمام بالنظافة الشخصية.
يعاني بعض الأشخاص من تزايد ظهور حب الشباب في موسم الصيف، خصوصًا أصحاب البشرة الدهنية، حيث تتكون هذه الحبوب على البشرة مع شدة الحرارة. ينصح بعدم ملامسة هذه الحبوب أو الضغط عليها لتجنب ترك آثار دائمة على البشرة، وكذلك لمنع انتقال العدوى من مكان لآخر.