نجح فريق طبي متخصص بمستشفى الشيخ زايد التخصصي في إجراء جراحة دقيقة ونادرة لإنهاء معاناة طفلة تبلغ من العمر 12 عامًا من تشوه بالعمود الفقري. استغرقت العملية المعقدة سبع ساعات متواصلة، وشملت إصلاح تزحزح بالفقرات القطنية والعجزية، مما أعاد للطفلة قدرتها على المشي والحركة بشكل طبيعي.
تفاصيل الحالة وتشخيصها الدقيق
استقبلت العيادات الخارجية بمستشفى الشيخ زايد التخصصي طفلة تبلغ من العمر 12 عامًا كانت تعاني من صعوبة بالغة في المشي والحركة، بالإضافة إلى تشوه واضح في العمود الفقري. وبعد مناظرة دقيقة للحالة من قبل أطباء المخ والأعصاب، بقيادة الدكتور هيثم المرسي، استشاري جراحات المخ والأعصاب والعمود الفقري، تقرر إجراء الفحوصات الطبية اللازمة.
كشفت الأشعة المقطعية وأشعة الرنين المغناطيسي عن وجود تزحزح شديد في الفقرات القطنية والعجزية من الدرجة الخامسة، وهي حالة تعرف طبياً باسم (L4-5 spondyloptosis). صاحب هذا التشوه النادر اختناق حاد في القناة العصبية، مما كان يفسر الأعراض التي تعاني منها الطفلة ويفاقم من صعوبة حركتها.
جراحة معقدة بتقنيات حديثة
جرى تحضير المريضة بدقة لدخول غرفة العمليات، حيث خضعت لتدخل جراحي معقد استهدف إصلاح التشوه بشكل كامل وفك الضغط عن القناة العصبية. تضمنت الجراحة تحرير مخارج الأعصاب تحت مراقبة مستمرة ودقيقة لجهاز المراقبة العصبية، وذلك لضمان سلامة الأعصاب خلال العملية الحيوية.
استخدم الفريق الجراحي تقنية بولمان (Bohlman technique For spondylolithesis) المتطورة في هذه الجراحة الدقيقة، التي استغرقت قرابة سبع ساعات متواصلة داخل غرفة العمليات. أكد الدكتور هيثم المرسي أن هذه التقنية ساعدت في تحقيق أفضل النتائج الممكنة للحالة.
أوضح الدكتور أحمد كريم، استشاري التخدير، أن الجراحة أجريت تحت تأثير العقاقير الوريدية فقط (TIVA)، باستخدام عقاقير مخدرة ومهدئة حديثة دون الحاجة لعقاقير مرخية للعضلات. وقد خضعت الطفلة لمراقبة مستمرة للوظائف العصبية للحبل الشوكي في منطقتي الصدر والقطنية، لضمان عدم حدوث أي مضاعفات حركية أو حسية خلال الجراحة، وهي تقنية تقلل من المخاطر المحتملة في مثل هذه الحالات المعقدة.
نجاح العملية والفريق الطبي المشارك
عقب انتهاء العملية الجراحية، نُقلت الطفلة إلى إحدى غرف القسم الداخلي بالمستشفى، وهي تتمتع بحالة طبية مستقرة تمامًا. من المتوقع أن تغادر المستشفى خلال الأيام القليلة المقبلة، لتستكمل متابعتها في العيادات الخارجية لضمان تعافيها الكامل.
وجه الدكتور صلاح عمر جودة، مدير عام مستشفى الشيخ زايد التخصصي، خالص الشكر والتقدير للفريق الطبي بأكمله، والفريق المعاون على أدائهم المتميز في هذه الجراحة المعقدة. شمل التكريم كلاً من فريق جراحة المخ والأعصاب: الدكتور هيثم المرسي، الدكتورة منة أشرف، الدكتورة أماني حسان، الدكتور عمرو سامح، الدكتور محمد عبدالعزيز، الدكتور أسامة نبيل، الدكتور على السعدي، الدكتور حسين صلاح، والدكتور أحمد خالد.
كما امتد الشكر لفريق التخدير الذي ضم: الدكتور أحمد كريم، الدكتور يحيي حماد، والدكتور خالد جمال. وأخيرًا، فريق التمريض: أماني عامر، عبير عنتر، وابتسام سعد، تقديراً لجهودهم التي ساهمت في نجاح هذه العملية النوعية.