استقرت أسعار عملة البيتكوين اليوم (الجمعة) بعد تراجع حاد، متأثرةً بترقب المتداولين لبدء تطبيق التعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة. أثرت توقعات عدم خفض الفائدة سلبًا على السوق أيضًا، ما دفع أكبر عملة مشفرة لتسجيل انخفاض طفيف بعد مكاسب سابقة، مع استمرار المخاوف الاقتصادية التي تحد من التفاؤل العام.
تذبذب سعر البيتكوين الأخير
سجلت عملة البيتكوين، وهي أكبر عملة رقمية مشفرة في العالم من حيث القيمة السوقية، انخفاضًا طفيفًا اليوم بنسبة 0.2%، لتستقر عند مستوى 109,112.7 دولار أمريكي. جاء هذا التراجع بعد أن بلغت العملة مستويات أعلى وصلت إلى 110,500 دولار أمريكي خلال تداولات الليلة الماضية، مما يعكس حالة من التقلب في السوق والتأثر بالعوامل الخارجية.
وكان التفاؤل السابق حول تقدم المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد دعم مكاسب البيتكوين الأولية بشكل كبير. ساعد هذا التفاؤل العملة على تجاوز نطاق تداولها المعتاد الذي تراوح بين 103 و108 آلاف دولار أمريكي خلال الشهر الماضي، مسجلةً ارتفاعًا بنسبة 1.6% خلال الأسبوع، ومحققةً مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي.
تأثير التعريفات الأمريكية الجديدة
تبدد هذا التفاؤل الأولي الذي دعم البيتكوين سريعًا، وسط مخاوف مستمرة بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب. يستعد المتداولون اليوم لبدء تطبيق هذه التعريفات الجمركية خلال الأيام المقبلة، مما يضيف ضغطًا جديدًا على أسواق العملات المشفرة والاقتصاد العالمي بشكل عام.
تراجعت قيمة البيتكوين عن أعلى مستوياتها التي بلغتها أمس الخميس، بعد أن أعلن ترامب عزمه على إرسال رسائل إلى الاقتصادات الكبرى لتوضيح تعريفاته التجارية بحلول اليوم الجمعة. أشار ترامب إلى أن ما يقرب من 10 إلى 12 دولة ستتلقى هذه الرسائل، وأن التعريفات ستتراوح بين 10% و20%، وقد تصل إلى 60% و70% لبعض السلع، على أن تدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من الأول من أغسطس المقبل.
عوامل اقتصادية مؤثرة أخرى
أثر تراجع توقعات خفض معدلات الفائدة سلبًا على السوق، وهو ما أكدته منصة “إنفستنج” المتخصصة في التحليلات الاقتصادية. يرى المستثمرون أن بقاء معدلات الفائدة مرتفعة يقلل من جاذبية الأصول ذات المخاطر العالية مثل العملات المشفرة، ويزيد من الضغط على الأسواق المالية.
بالإضافة إلى ذلك، ساد التوتر الأسواق عقب إقرار “مشروع قانون ترامب الضخم”، والذي من المتوقع أن يزيد الدين الحكومي في السنوات القادمة. يعكس هذا المشروع قلقًا بشأن الاستقرار المالي طويل الأمد، مما يدفع المستثمرين نحو الحذر وتقليل المخاطر في محافظهم الاستثمارية.
من المتوقع أن تكون أحجام تداول العملات المشفرة محدودة اليوم بسبب عطلة عيد الاستقلال الأمريكي. تؤثر هذه العطلة على نشاط السوق وتجعل التقلبات أكثر وضوحًا في ظل انخفاض السيولة، مما يتطلب من المتداولين مزيدًا من الحذر عند اتخاذ قراراتهم الاستثمارية.