استقطبت كاتدرائية نوتردام في باريس أعدادًا قياسية من الزوار، متجاوزة ستة ملايين شخص منذ إعادة فتحها في ديسمبر الماضي بعد خمس سنوات من الترميم الشامل. يؤكد هذا الإقبال الكبير مكانة الكاتدرائية كوجهة سياحية بارزة، ويبرز التأثير العميق لجهود إعادة الإعمار التي أعادت الحياة لأحد أبرز المعالم التاريخية في فرنسا.
حققت كاتدرائية نوتردام أرقامًا مذهلة في أعداد الزوار خلال فترة وجيزة. فبين 16 ديسمبر الماضي و30 يونيو، استقبلت الكاتدرائية 6.02 ملايين شخص، بمعدل يومي يقارب 35 ألف زائر. هذا الإقبال الكثيف يعكس الشوق العالمي لرؤية هذا الصرح التاريخي الذي أعيد ترميمه بعد الحريق المدمر الذي شب فيه عام 2019.
نوتردام: الوجهة السياحية الأولى في فرنسا
أكد المونسنيور أوليفييه ريبادو دوما، المسؤول عن الكاتدرائية، أن نوتردام باتت اليوم المعلم الأكثر جذبًا للزوار في فرنسا. يُبرز هذا الإنجاز مدى التأثر الكبير الذي أحدثه الحريق السابق، والذي لا يضاهيه إلا التأثر العميق الذي رافق إعادة افتتاح الكاتدرائية وعودتها للحياة بعد سنوات من العمل المتواصل. هذه المكانة المرموقة تعزز دور نوتردام كرمز ثقافي وديني عالمي.
توقعات مستقبلية لعدد الزوار
تُشير التوقعات إلى استمرار هذا الزخم الهائل في أعداد زوار كاتدرائية نوتردام. فإذا استمر الإقبال على هذا النحو في النصف الثاني من العام الجاري، من المتوقع أن يصل العدد الإجمالي للزوار إلى ما يقارب 12 مليون شخص بحلول عام 2025. هذه الأرقام تعزز مكانة باريس كوجهة سياحية عالمية رئيسية وتُسلط الضوء على الأهمية الكبرى لهذا المعلم التاريخي.
مشروع ترميم ضخم وتبرعات عالمية
أعادت كاتدرائية نوتردام فتح أبوابها أمام الجمهور بعد مشروع ترميم ضخم استغرق خمس سنوات متواصلة. وقد تم تمويل هذا المشروع الطموح بالكامل من خلال تبرعات كريمة بلغت 846 مليون يورو، جاءت من مختلف أنحاء العالم. يعكس هذا الدعم العالمي التقدير الكبير للأهمية الثقافية والتاريخية لكاتدرائية نوتردام في قلوب الملايين حول الكوكب.