حذّرت مجلة التكنولوجيا الألمانية “c’t” من خطورة ارتفاع درجات الحرارة على الهواتف الذكية، مؤكدة أنها لا تضعف قدرات البطارية بشكل دائم فحسب، بل تُلحق أضرارًا جسيمة بمكونات حساسة كالشاشة. لتجنب هذه التلفيات، يُنصح بتجنب أشعة الشمس المباشرة وحفظ الجهاز في الظل دائمًا.
مخاطر ارتفاع حرارة الهواتف الذكية
أوضحت المجلة الألمانية أن ارتفاع حرارة الهواتف الذكية يشكل خطرًا جسيمًا على مكوناتها الداخلية. فالتعرض المفرط للحرارة لا يقتصر تأثيره على إضعاف دائم لقدرات البطارية فحسب، بل يمكن أن يتسبب أيضاً في تلفيات بالغة للشاشة ومكونات الجهاز الأخرى، مما يؤثر على أدائه وعمره الافتراضي بشكل كبير.
تُعد السيارات بيئة خطرة للهواتف في الأجواء الحارة، حيث ترتفع درجات الحرارة بسرعة فائقة لتصل إلى مستويات ضارة جدًا، مما قد يؤدي إلى تلف الجهاز بشكل كامل. ورغم أن الهواتف الحديثة تصدر تحذيرات أو تتوقف تلقائيًا عند ارتفاع حرارتها، إلا أن الاعتماد الكامل على هذه الميزات قد لا يكون كافيًا لحماية الهاتف، حيث تبدأ المكونات الداخلية بالتعرض للخطر بمجرد تجاوز الحرارة 30 إلى 35 درجة مئوية.
يُشير الخبراء الألمان إلى أن البطارية والشاشة هما المكونان الأكثر عرضة للتلفيات الناجمة عن الحرارة الشديدة. فقد تفقد البطارية جزءًا من سعتها التخزينية بشكل دائم إذا تعرضت لسخونة مفرطة، مما يقلل من عمرها التشغيلي. وفي الشاشات، قد تظهر عيوب مثل خلل بالألوان أو توقف أجزاء منها عن العمل بشكل صحيح، مما يؤثر على تجربة المستخدم.
نصائح عملية لحماية هاتفك من الحرارة
لحماية الهواتف الذكية من التأثر بالحرارة المرتفعة، ينبغي حفظها دائمًا في الظل. يمكن تحقيق ذلك بوضع الهاتف داخل حقيبة، أو تحت مظلة، أو حتى تغطيته بمنشفة، مع الابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة قدر الإمكان. كما يُنصح بنزع الغطاء الواقي عن الهاتف إذا ارتفعت حرارته، للمساعدة في تبريده بشكل أسرع وأكثر فعالية.
من الضروري تقليل استخدام الهاتف في الأجواء الحارة، خاصة عند تشغيل التطبيقات التي تستهلك معالج الرسوميات بشكل مكثف. تشمل هذه التطبيقات الألعاب، ومشاهدة الفيديوهات، واستخدام أنظمة الملاحة، حيث تزيد هذه الأنشطة من سخونة الجهاز بشكل كبير. لتخفيف الحرارة الناتجة عن الشبكات وتقليل استهلاك الطاقة، يُوصى بتفعيل وضع الطيران عند عدم استخدام الهاتف.
يُراعى عدم الاحتفاظ بالهاتف في الجيب أثناء الطقس الحار، حيث تتسبب حرارة الجسم في رفع درجة حرارة الهاتف بشكل إضافي. بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب شحن الهاتف وهو ساخن، خصوصًا عند استخدام خاصية الشحن السريع. فالحرارة المتولدة عن عملية الشحن قد تلحق ضررًا بالغًا بالبطارية، لذا من الأفضل الانتظار حتى يبرد الهاتف تمامًا قبل توصيله بمصدر الطاقة.
أخطاء شائعة يجب تجنبها عند تبريد الهاتف
يُحذر الخبراء بشدة من وضع الهاتف في الثلاجة أو غمره تحت الماء البارد بهدف تبريده، حتى لو كان الجهاز مقاومًا للماء. فتغير الحرارة المفاجئ والسريع يمكن أن يتسبب في تكوّن رطوبة داخلية، تُعرف بالتكاثف، وهي ظاهرة تؤدي إلى تلف المكونات الإلكترونية الدقيقة للجهاز بشكل لا رجعة فيه.
إذا ارتفعت حرارة الهاتف بشكل كبير، يُنصح بإيقاف تشغيله على الفور. يجب تركه ليبرد تدريجيًا في الظل قبل محاولة تشغيله مجددًا. كما يُراعى عدم تشغيل الهاتف فورًا إذا توقف بشكل تلقائي بسبب الحرارة الزائدة، بل ينبغي منحه وقتًا كافيًا ليبرد جيدًا تمامًا لضمان سلامة مكوناته الداخلية وتجنب أي أضرار محتملة.