يكشف مرصد الأزهر عن جماعة “سرايا أنصار السنة” حديثة النشأة، التي أعلنت مسؤوليتها عن هجومٍ مجهول، مدعية أنه جاء ردًا على “استفزازات مسيحية”. ويُحذر المرصد من خطاب الجماعة المتطرف المشابه لداعش، والذي يهدد السلم الأهلي في سوريا والمنطقة، مؤكدًا ضرورة تفكيك هذه الأفكار الهدامة ومواصلة رصدها.
“سرايا أنصار السنة”: ظهور جماعة متطرفة جديدة
أعلن مرصد الأزهر عن جماعة تُدعى “سرايا أنصار السنة” حديثة النشأة، التي أعلنت مسؤوليتها عن هجومٍ وقع مؤخرًا عبر بيان نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي. وادعت الجماعة أن الهجوم جاء ردًا على ما وصفته بـ”الاستفزازات المسيحية للدعوة”. وكشف البيان عن هوية المنفذ المزعومة، وهو شخص يُدعى “محمد زين العابدين أبو عثمان”.
كانت هذه الجماعة قد أعلنت عن تأسيسها مطلع العام الجاري، مصرحةً بعدائها الشديد للطائفة العلوية. ونفذت أولى عملياتها في شهر فبراير الماضي بقرية “أرزة” بريف محافظة حماة السورية، ما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص من أبناء الطائفة العلوية. تزعم الجماعة أن قائدها يُدعى “أبو عائشة الشامي”، لكن الغموض يحيط بهوية قادتها وأعداد مقاتليها الذين تقول إنهم يصلون إلى نحو ألف، بينما تشير التقديرات إلى أن العدد أقل بكثير.
خطاب الكراهية والتأثر بالفكر المتطرف
يعتمد خطاب “سرايا أنصار السنة” الدعائي على أسس طائفية متطرفة، يشابه إلى حد كبير خطاب تنظيم داعش الإرهابي. وتمتلك الجماعة ذراعًا إعلاميًا يُسمى “مؤسسة العاديات” تنشر من خلاله محتواها. يتسم هذا المحتوى بالتحريض الواضح ضد المسيحيين والعلويين، إلى جانب رفض مفاهيم المواطنة والدستور، ومهاجمة النظام السوري ودول الخليج بلغة تكفيرية عدائية.
تكشف منشورات الجماعة عن تأثرها الكبير بأفكار سيد قطب، كما تشير إلى إعجابها العلني بشخصية أسامة بن لادن. هذا التقارب الفكري يؤكد وجود صلة مع تنظيم القاعدة سابقًا وداعش حاليًا، رغم عدم اعتراف تنظيم داعش بها أو ذكره لها حتى بعد الهجوم الأخير. هذا التشابه في الأيديولوجيا يزيد من خطورة الجماعة على الاستقرار الإقليمي والمجتمعي.
دعوة الأزهر لمواجهة التطرف وحماية السلم الأهلي
دعا مرصد الأزهر إلى ضرورة اليقظة المستمرة تجاه هذه الخطابات العنيفة والتحريضية، مؤكدًا أهمية العمل الجاد على تفكيكها ومواجهة انتشارها. وحذر المرصد من الخطورة البالغة لهذه الجماعات وأفكارها على السلم الأهلي والمجتمعي في سوريا والمنطقة بأسرها. استمرار مثل هذه التوجهات يزيد من الانقسام والنزاعات في المجتمعات.
أكد المرصد في ختام بيانه التزامه بمواصلة رصد وتوثيق أنشطة الجماعات المتطرفة وخطابها الإعلامي بشكل دقيق. ويهدف هذا العمل إلى فضح أساليبها في التجنيد والتحريض، والتصدي للفكر المنحرف الذي يسعى إلى تمزيق المجتمعات ونشر الفوضى والكراهية بين أفرادها.