في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، أطلقت منصة Threads التابعة لإنستغرام مؤخراً خاصية الرسائل المباشرة (DMs)، التي وصفتها شركة “ميتا” بأنها استجابة لأكثر الميزات طلباً. لكن هذا التحديث، الذي كان يُفترض أن يكون مرحباً به، قوبل بعاصفة من الانتقادات الحادة، خاصة من النساء، بسبب المخاوف المتزايدة من التحرش الرقمي وغياب خيار لتعطيل الميزة بشكل كامل.
إطلاق الرسائل المباشرة بـ”ثريدز” يثير غضب المستخدمين
عبرت العديد من المستخدمات عن استيائهن الشديد من الميزة الجديدة مباشرة على منصة Threads. إحداهن طالبت بإيقاف الخاصية بشكل فوري نيابة عن جميع النساء، مؤكدة أنها لا ترغب في استقبال رسائل مباشرة غير مرغوب فيها. واعتبرت أخريات أن الميزة تمثل وسيلة جديدة ومباشرة لتعرض النساء للتحرش عبر الإنترنت، مما يزيد من معاناتهن في الفضاء الرقمي.
توسعت دائرة الرفض لتشمل تعليقات ساخرة، حيث وصفت إحدى المستخدمات إضافة الخاصية بأنها تلبي احتياجات الملاحقين فقط، لا المستخدمين العاديين. انتشرت ردود الأفعال السلبية بسرعة، وانهالت التعليقات الغاضبة على منشور رئيس إنستغرام آدم موسيري الذي أعلن عن إطلاق الميزة. أشار بعض المعلقين إلى أن هذه الميزة لم يطلبها أحد، بل استشهد آخرون باستطلاع رأي سابق شارك فيه آلاف المستخدمين، أظهر أن الأغلبية العظمى كانت تفضل عدم وجود رسائل مباشرة على الإطلاق.
مخاوف واسعة من التحرش وغياب خيار التحكم
لم تقتصر الانتقادات على قضايا التحرش الرقمي، بل امتدت لتشمل القلق من الرسائل المزعجة (spam) والروبوتات الآلية (bots) التي قد تملأ صناديق الوارد للمستخدمين. هذا التخوف يأتي في ظل غياب نظام تصفية فعال يمكنه الحد من تدفق المحتوى غير المرغوب فيه. يعتقد المستخدمون أن عدم وجود خيارات تحكم كافية سيجعلهم عرضة للاختراقات والإزعاج المستمر، مما يؤثر سلباً على تجربتهم الرقمية بشكل عام.
يعكس هذا القلق المتزايد وعياً مجتمعياً بأهمية الخصوصية والسلامة على الإنترنت، خاصة مع تزايد حالات التحرش والاستغلال الرقمي. المستخدمون يبحثون عن منصات تمنحهم السيطرة الكاملة على تفاعلاتهم وحساباتهم، وهو ما يبدو أنه يفتقر إليه هذا التحديث الجديد. المطالبات بتوفير خيار لتعطيل الرسائل المباشرة تعبر عن رغبة قوية في حماية المساحات الشخصية على الشبكة.
حلول “ميتا” وتأثيرها على ثقافة المنصة
توضح شركة “ميتا” أن الرسائل المباشرة على Threads يمكن استقبالها فقط من الأشخاص الذين تتابعهم، بهدف منح المستخدمين درجة من التحكم. بمعنى آخر، إذا قام شخص بإزعاجك، فإن إلغاء متابعته كفيل بمنعه من إرسال رسائل لك مجدداً. أما في الحالات الأكثر تطرفاً، يمكن للمستخدمين حظر الحسابات المسيئة، مما يؤدي إلى حظرها على منصتي Threads وإنستغرام معاً، موفرة بذلك طبقة إضافية من الحماية.
ومع ذلك، يرى الكثير من المستخدمين أن هذه الحلول ليست كافية، فكثير منهم يتابعون غرباء للاستفادة من محتواهم أو آرائهم دون الرغبة في التواصل الشخصي معهم. من منظور ثقافي، يعتقد البعض أن إضافة خاصية مثل الرسائل المباشرة بعد استقرار أسلوب استخدام المنصة يزعزع تجربة المستخدمين. فالملايين من المستخدمين كانوا يفضلون استخدام Threads كمنصة للتفاعل العام فقط دون أي تواصل خاص، ويشعرون الآن بأن ثقافة المنصة الأساسية قد تتغير بشكل جذري.