في أول رد فعل على تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية، أكدت الخارجية الصينية رفضها القاطع لسياسة الحروب التجارية، مشددة على أنها لا تخدم مصالح أي طرف. وأوضحت بكين أن مبادئ التجارة الحرة والتعاون المتبادل يجب أن تسود لتسوية الخلافات، مع التأكيد على أهمية الحوار لتجنب التصعيد الاقتصادي.
الصين ترفض الحروب التجارية: لا فائز في معارك الرسوم
أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الصينية بوضوح أنه “لا فائز في الحروب التجارية أو في معارك الرسوم الجمركية”، مؤكدة موقف بلادها الرافض. كما شددت بكين على أنها ترفض استخدام الرسوم الجمركية كأداة للإكراه أو للضغط السياسي والاقتصادي على الدول الأخرى، داعية إلى احترام مبادئ التجارة الحرة والتعاون المتبادل بين جميع الأطراف.
وفي بيان لها، أكدت الخارجية الصينية أملها في تسوية الخلافات القائمة مع الدول الأوروبية من خلال الحوار البناء والتفاهم المشترك. بالإضافة إلى ذلك، شددت على أهمية الابتعاد عن أي شكل من أشكال التصعيد والتوتر، الذي يمكن أن يلحق ضررًا كبيرًا بالنمو الاقتصادي العالمي ويقوض الاستقرار في الأسواق الدولية الحساسة.
تهديدات ترامب تلوح في الأفق: رسوم إضافية على داعمي بريكس
جاء الموقف الصيني بعد تهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على الدول التي يصفها بأنها تدعم سياسات مجموعة بريكس المناهضة للولايات المتحدة. هذه التهديدات تعكس استمرارية نهج ترامب الحمائي في السياسة التجارية الخارجية، مما يثير مخاوف بشأن تصاعد التوترات الاقتصادية.
تهدف هذه الرسوم المحتملة إلى الضغط على الدول التي يعتبرها ترامب منحازة لبريكس أو تشكل تحديًا للهيمنة الاقتصادية الأمريكية. ويعيد هذا التحرك الجدل حول دور الرسوم الجمركية كأداة سياسية في العلاقات الدولية، وتأثيرها على استقرار التجارة العالمية وسلاسل الإمداد.
مجموعة بريكس: أهدافها وتطورها كقوة جيوسياسية
مجموعة “بريكس” هي منظمة حكومية دولية تضم حاليًا عشر دول هي: البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب إفريقيا، وإيران، ومصر، وإثيوبيا، والإمارات العربية المتحدة، وإندونيسيا. تأسست المجموعة في البداية بهدف إبراز فرص الاستثمار المتاحة في اقتصاداتها الصاعدة، مما جذب اهتمامًا عالميًا بقدراتها التنموية.
تحولت مجموعة بريكس لاحقًا إلى كتلة جيوسياسية ذات تأثير متزايد على الساحة الدولية، متجاوزة أهدافها الاقتصادية الأولية. تعقد المجموعة اجتماعات سنوية في قمم رسمية بهدف تنسيق السياسات المتعددة الأطراف منذ عام 2009. تتم إدارة العلاقات بين الدول الأعضاء في بريكس على أساس مبادئ راسخة مثل عدم التدخل في الشؤون الداخلية، والمساواة بين الأعضاء، والمنفعة المتبادلة لجميع الأطراف المعنية، مما يعزز تماسكها وتأثيرها العالمي.