أعمق نظرة.. تلسكوب ويب يكشف مجرة ​​قنديل البحر المحتملة على بعد 12 مليار سنة ضوئية

اكتشف علماء الفلك مؤخرًا مجرة ​​جديدة تبعد حوالي 12 مليار سنة ضوئية، تشبه في هيئتها “قنديل البحر”، وذلك باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي. تتميز المجرة بتيارات غازية شبيهة بالمجسات ونجوم تتدلى من أحد جوانبها، وهي سمة مميزة لمجرات قنديل البحر، مما يوفر لمحة نادرة عن بدايات الكون وتكوين النجوم.

اكتشاف المجرة الجديدة

جاء هذا الاكتشاف المثير على يد الباحث إيان روبرتس من جامعة واترلو، وقد نُشرت تفاصيله الأولية على موقع arXiv. على الرغم من الحاجة إلى مزيد من التحليل للتأكيد النهائي، فإن الدلائل الأولية القوية تشير إلى أن هذا الجسم هو بالفعل مجرة ​​قنديل بحر، مما يجعله أبعد مجرة من هذا النوع تُكتشف حتى الآن.

تظهر المجرة تيارات غازية ونجومًا تتدلى من أحد جوانبها، وهو ما يطلق عليه العلماء “مجسات”. تُشكل هذه المجرات مساراتها المميزة عندما تتحرك عبر بيئات كثيفة من العناقيد النجمية، مما يؤدي إلى تجريدها من الضغط. هذه العملية الفريدة تُحفز تكوين النجوم داخل الغاز المُجرد.

اقرأ أيضًا: واشنطن تتحرك.. أمريكا تدين هجوم الحوثي على “ماجيك سيز”

ما هي مجرات قنديل البحر؟

تُعرف مجرات قنديل البحر بهذا الاسم نظرًا لمظهرها الفريد الذي يشبه قناديل البحر، بفضل تيارات الغاز الطويلة والنجوم الفتية التي تمتد من أحد جوانبها. وفقًا لوكالة ناسا، تحدث هذه الظاهرة عندما تتحرك مجرة بسرعة عالية عبر غاز ساخن وكثيف داخل عنقود نجمي، مما يؤدي إلى تجريدها من المواد بفعل الضغط الشديد.

يشكل الغاز المُجرد أثرًا مميزًا خلف المجرة، وغالبًا ما يُضاء هذا الأثر بدفقات نشطة من تكوين النجوم الجديدة. في الوقت نفسه، يمكن لهذه العملية أن تحرم قلب المجرة من الغاز الضروري، مما قد يُبطئ بشكل كبير عملية تكوين النجوم في مركزها.

تُعد مرحلة “قنديل البحر” قصيرة الأجل على المقاييس الزمنية الكونية، ولهذا السبب نادرًا ما يرصد علماء الفلك المجرات في هذه المرحلة. تُتيح دراسة هذه المجرات للعلماء فهمًا أعمق لكيفية تأثير البيئات الكثيفة على تطور المجرات وعمليات تكوين النجوم عبر تاريخ الكون.

اقرأ أيضًا: تحول.. المقاتلة الصينية «جيه-20 إس» تقلب موازين القوى الجوية

أهمية الاكتشاف والبحث المستقبلي

يُحذر الباحثون من أن “مجسات” المجرة الظاهرة قد تكون جزئيًا نتيجة لطريقة التصوير المستخدمة. ومع ذلك، إذا تأكد هذا الاكتشاف بشكل قاطع، فسيمثل هذا الجسم أبعد مجرة ​​قنديل بحر معروفة حتى الآن، مما يوفر فرصة نادرة لدراسة الظواهر الكونية في بدايات الكون.

يُقدم هذا الاكتشاف لمحة قيمة عن كيفية عمل ظاهرتي تجريد الضغط الصادم والتبريد المُحرك بالعناقيد في الأكوان المبكرة. كما يشير مُعدو الدراسة، فإن العثور على مجرة قنديل بحر على هذا البعد الهائل يعزز الفكرة بأن هذه التأثيرات البيئية كانت مُفعّلة بالفعل قرب ذروة تكوين النجوم الكونية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *